رئيس التحرير
عصام كامل

السوريون بالعاشر من رمضان: «جئنا لاجئين وأصبحنا أصحاب أعمال».. الحكومة تدعمنا في تعليم الأطفال.. نعيش بين أشقائنا ولا نشعر بالغربة.. نعمل 12 ساعة يوميا


تُعتبر مدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، من المدن التي تستقطب السوريين؛ إذ يبلغ عدد اللاجئين بها 3 آلاف أسرة، تضم كل أسرة من 4 إلى 5 أفراد، وتجمعت الغالبية العظمى من السوريين في العاشر؛ لأنها من أكبر المناطق الصناعية، ما يوفر لهم فرص عمل، وأماكن للسكن.


ويقول «وسيم السقا»، 31 عاما، أحد اللاجئين السوريين في مدينة العاشر من رمضان: إن معظم السوريين الموجودين بالشرقية مُتمركزون في مدينة العاشر؛ لأنها من المناطق التي تتوافر بها فرص عمل عن غيرها.

وتابع وسيم: إنني أتيت إلى مصر مهاجرًا من سوريا منذ 5 سنوات، وطوال هذه الفترة التي عشتها هُنا، لم أشعر قط أنني في بلد غير بلدي، فمعاملة الأهالي لنا جيدة جدا، ويُشعروننا دائما أننا أشقاء، ويتواصلون معنا باستمرار.

واجهنا مشكلات
واستطرد وسيم قائلا: إنني وأشقائي وزوجة شقيقي الأكبر ووالدتي، واجهنا مشكلات فور قدومنا إلى مصر، خاصة إلى مدينة العاشر من رمضان، وذلك لأننا كُنا من أوائل الأسر التي أتت لاجئة، تسعى للأمن والأمان، وتوفير حياة للعائلة، ولم يكن هنا بالعاشر أقارب لنا؛ لنستطيع السكن لديهم، أو الحصول على فرص عمل، مثل ما يحدث الآن مع اللاجئين الجدد.

وأضاف وسيم: إن من أهم المشكلات التي واجهتنا هي قلة المال، فعندما تركنا سوريا بسبب الحرب، لم يكن لدينا سوى تكاليف تذاكر السفر إلى مصر، وألف دولار فقط.

شركة نسيج
وفور وصولنا استأجرنا شقة للسكن بها، وظللنا فترة لم نجد أي عمل، حيث إنه لم يكن لدينا معارف؛ ليساعدونا في إيجاد عمل، وكان الجيران يأتون إلينا، ويتعرفون على والدتي وزوجة شقيقي، ويصاحبونهم حتى لا يشعرون بالوحدة، وعقب فترة، تمكنا من إيجاد فرصة عمل بشركة الشرق الأوسط للنسيج، وعملت بها أنا وشقيقاي بمرتب 1200 جنيه شهريا، بواقع 12 ساعة عمل باليوم، وظللنا نعمل بها لمدة عام، حتى استطاع كل منا إيجاد عمل آخر، وأنا أعمل حاليا إداري بإحدى الحضانات الخاصة بالمدينة، فجميعنا لا نقول للعمل لا.

تكوين رابطة
وتابع وسيم: وعقب سنوات، كثر السوريون بالعاشر، فكونا رابطة، أنا و3 آخرين، منهم طارق الشيخ ومحمد الشيخ، وتطوعنا لمساعدة أشقائنا السوريين الهاربين مثلنا من الحروب بسوريا، للعيش بأمان في مصر، واستطعنا التواصل مع آلاف الأسر، وتوفير فرص عمل للقادمين من سوريا؛ حتى لا يكونوا عالة على أحد، وأيضا توفير سكن، ودفع إيجاره لهم لمدة شهر أو اثنين؛ لحين حصوله على عمل، والتكفل بنفسه وأسرته. مؤكدا: إن ذلك كان بمساعدة المفوضية، والمنظمات الحقوقية.

توفير الخدمات
وقال وسيم: إننا لم نواجه أي مشكلات مع الأهالي أو الحكومة في معاملتهم لنا، فالحكومة المصرية وفرت لنا العديد من الخدمات، وتعامل الأطفال في المدارس، مثلهم مثل المصريين، ولا تفرق بينهم، سواء في كُتب أو مصاريف المدرسة، ولكن المشكلات التي تواجه أطفالنا في التعليم هي اللهجة، وطريقة التعليم فقط، فهنا في مصر اللهجة مختلفة، والتلاميذ السوريون- خاصة بمراحل التعليم الأولى- لا يفقهون اللهجة المصرية جيدا، ما يؤثر على تعليمهم، وأيضا المواد ثقيلة عليهم.

التأمين الصحي
وأضاف وسيم: ومن أهم المشكلات التي يواجهها جميع اللاجئين السوريين أيضا، هي الصحة، فالسوريون ليس لديهم تأمين صحي؛ لذلك فالعلاجات أسعارها مرتفعة، ومن يرد أن يجري عملية، يتحمل الكثير من النفقات، ورغم أن المفوضية توفر علاجات لنا بإحدى المستشفيات بالمهندسين، إلا أن بُعد المسافة بين المهندسين والعاشر، فنعزُف عن الذهاب إليها، حيث إنها تُحملنا مصاريف سفر.

نجاح السوريين
وقال وسيم: إن مصر بلد الأمن والأمان، وأقول لجميع المصريين حافظوا عليها، وعلي الشباب أن يقدم الكثير لبلده، وأن يستغل الفرص المتوفرة له، فمصر بها فرص عمل كثيرة، فقط تٌريد من يستغلها، وليس هناك شيء صعب على من يسعى، مؤكدا: إن سبب نجاح السوريين في مصر، أنهم لم يعيشوا على الإعانات، بل خرجوا للعمل، واجتهدوا حتى أصبح لكل منهم عمله الخاص، الذي يعيش منه، ولم يستسلم لأي ضغوطات، أو يٌسلم للأمر الواقع، بأنه أصبح مُشردا، ويعيش في بلد غير بلده، بل عمل واجتهد.

ومن جانبه، قال يحيى العسال، أحد السوريين اللاجئين في محافظة الشرقية: إننا هنا في مصر لا نواجه أي مشكلات، ونعيش وسط الأهالي، وكأننا منهم. وأضاف: إنني أتيت إلى العاشر منذ عام 2013، وأتيت على أحد أقاربي، وعملت معهم لمدة 3 أشهر في التجارة، ثم عملت بالتجارة الخاصة بي، وأصبح لدي المحل الخاص بي.

وتابع: إنني متزوج، ولدي 3 أطفال، وأعمارهم 8 و7 و4 سنوات، وأبنائي 7 و8 سنوات في التعليم، ولم نواجه مشكلة في إدخالهما للمدرسة، ولم تفرض علينا الحكومة أي أعباء مالية كبيرة، بل تعاملهم مثلهم مثل المصريين، كما أن رابطة السوريين بالعاشر دائما ما تُقيم حفلات لنا تجمعنا سويا.
الجريدة الرسمية