رئيس التحرير
عصام كامل

«بطاقة وكيس سكر» أسباب جديدة لوفاة المصريين.. مواطن يشعل النار في نفسه لعدم حصوله على بطاقة تموينية.. انتحار آخر لعدم تثبيته بالوظيفة.. ومصرع مسن بسبب الحصول على «السكر»


مشهد متكرر، إشعال النيران في النفس بعد الشعور بالعجز، والتأكد من عدم القدرة على الحصول على أبسط حقوقه التي كفلها الدستور والقانون، هكذا عبر مواطنون عن غضبهم واحتجاجهم الذي لم يعد يجدي فلم يكن لهم من سبيل سوى الموت في سبيل تلك الحقوق.


ورغم تعاقب الوزارات والقيادات إلا أن المشهد ذاته يتكرر منذ عام 2011 في محاولة لدق جرس الإنذار.

إشعال مكتب التموين
آخر تلك الأمثلة قيام مواطن بإشعال النيران في نفسه وفي مكتب التموين بمركز منيا القمح التابع لمحافظة الشرقية، وذلك بعد فشله في الحصول على بطاقته التموينية.

وبحسب البيانات الرسمية فإن الرجل الذي أشعل النيران تردد على المكتب لمحاولة استخراج بطاقة له، كي يصرف حصته من الزيت والسكر والرز، متفاديا استغلال التجار له في ظل الأزمة الطاحنة، إلا أن الحظ لم يحالفه مرارا وتكرارا على مدار ستة أشهر.

وعلى الرغم من إصابته الطفيفة، إلا أن الحادث لم يسفر عن أية إصابات أخرى، وتم التحفظ عليه وتحرر له محضر رقم رقم 3934 جنح منيا القمح لسنة 2017.

التثبيت بوظيفة
وفي واقعة أخرى لا تقل أهمية عن السابقة، كان الانتحار مصير عامل إشغالات رغب في التثبيت بوظيفته، ففي 20 يناير من العام الجاري، أقدم «حسن س» ذو الـ33 عاما بأسيوط على الانتحار شنقا، بعد عدم ورود اسمه ضمن كشوفات التثبيت الوظيفي بحي غرب البلد.

وقد تم التحفظ على جثته، وتحرر محضر بالواقعة.

دهس بالأقدام
أما الطريق الثالث للموت، فكان دهسا للحصول على كيس سكر، ففي ظهيرة الأحد الموافق 25 ديسمبر 2016، هرع «دميان _أ» ذو السبعين عاما بالقوصية في محافظة أسيوط، نحو سيارة الحكومة المحملة بالسلع من زيت وسكر وغيره، بأسعار مخفضة ضمن الدعم التمويني.

لم يكترث سبعيني العمر بجسده النحيل ووهنه، وظروفه الصحية في هذا العمر، كانت تسيطر عليه فكرة واحدة، وهي الحصول على كيلو سكر، وفي ظل الأزمة الطاحنة التي تشهدها البلاد من ارتفاع أسعار السكر، ومع تدافع المواطنين سقط الرجل صريعًا تحت أقدام المواطنين، وتم تحرير محضر بالواقعة، وجرت التحريات للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.

انتحر للعلاج
أزمة الأدوية كان لها نصيب أيضًا بعد أن قام حسن عبد العزيز البصيلي في أغسطس الماضي بإشعال النار في نفسه، بعد أن رفضت مستشفى السويس العام، إجراء عملية جراحية له تخلصه من آلامه.

وقد أبلغته المستشفى بإجرائها له في وقت لاحق، الأمر الذي دفعه لإضرام النار في جسده، ولكن الحظ أسعفه حيث تم إنقاذه، ولكنه أصيب بجروح بالغة.
الجريدة الرسمية