الجيش الأمريكي يعترف بسقوط مدنيين في غارة على القاعدة وسط اليمن
أقر الجيش الأمريكي بسقوط ضحايا من المدنيين في غارة نفذها في هجوم على تنظيم القاعدة باليمن مطلع الأسبوع في إطار أول عملية يصرح بها الرئيس دونالد ترامب بصفته القائد الأعلى للجيش الأمريكي.
وجاء في بيان صادر عن القيادة المركزية للجيش الأمريكي أن الغارة وتبادل إطلاق النار الذي أعقبها، والذي أودى بحياة جندي أمريكي وإصابة ثلاثة آخرين من أفراد الجيش الأمريكي، قد يكونا أسفرا عن قتلى وجرحى من الأطفال.
وبعد وقت قصير من الهجوم الذي وقع في محافظة البيضاء وسط اليمن في 29 يناير الماضي، قال الجيش الأمريكي إن 14 مقاتلا لقوا حتفهم، ولكن لم يرد عدد للقتلى في البيان الصادر أمس الأربعاء.
وذكرت مصادر محلية يمنية أن عدد الضحايا إجمالا وصل إلى 30، من بينهم ابنة أنور العولقي، أحد قادة تنظيم القاعدة باليمن المولود في الولايات المتحدة، الذي قتل في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في اليمن عام 2011.
ووفقا لبيان الليلة الماضية، فإن الضحايا المدنيين المحتملين المعروفين سقطوا إثر إطلاق النار من الجو لمساندة القوات الأمريكية التي كانت تقاتل "عدوا محددا يضم نساء مسلحات ويطلق النار من مواقع قتالية مجهزة".
واتهم المتحدث باسم القيادة المركزية أيضا تنظيم القاعدة بامتلاك "تاريخا مروعا من مواراة النساء والأطفال في مناطق عمل المسلحين ومعسكرات الإرهاب".
القاعدة أقوى من أي وقت مضى
في المقابل، اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية الخميس 2 فبراير 2017 أن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة "أقوى من أي وقت مضى"، منتقدة في السياق أول عملية أمريكية تأمر بها إدارة ترامب التي "تجاهلت السياق المحلي" وأدت إلى "خسائر كبيرة بين المدنيين".
وفي تقرير بعنوان "القاعدة في اليمن: قاعدة في طور التوسع"، أوضحت المجموعة المستقلة التي تحلل النزاعات حول العالم كيف استفاد تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومنافسه تنظيم "الدولة الإسلامية" من الفوضى والحرب المستعرة في اليمن منذ العام 2014.
ورغم الانتكاسات التي لحقت به، فإن تنظيم القاعدة في اليمن "يزدهر وسط بيئة انهيار للدولة، وطائفية (دينية) متنامية، وتغيير التحالفات، والفراغات الأمنية والحرب الاقتصادية المتفاقمة"، بحسب الدراسة.
وتؤكد مجموعة الأزمات الدولية أنه "من أجل قلب هذه التوجه، يجب إنهاء النزاع الأساسي"، وتعزيز الحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام الوسائل العسكرية "بتعقل وبالتنسيق مع السلطات المحلية".
ما حدث "لا يبشر بالخير أبدا"
وفي هذا الصدد، أشار مركز الأبحاث، الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، إلى أن "تلك الجهود ستقوض في حال أقدمت بلدان، كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم "الدولة الإسلامية"، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتسبب خسائر كبيرة بين المدنيين".
ويشير التقرير إلى أن ذلك "لا يبشر بالخير أبدا" في الجهود المبذولة من أجل "مواجهة القاعدة في جزيرة العرب بذكاء وفعالية"، لافتا إلى أن العملية أسفرت عن مقتل "العديد من المدنيين، بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال"، بالإضافة إلى رجال قبائل محليين، ما يعزز حجة التنظيم الذي يؤكد أنه "يدافع عن المسلمين ضد الغرب".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل