مراد وهبة يوضح ملامح «الرشدية العربية» بمعرض الكتاب
قال المفكر والفيلسوف الدكتور مراد وهبة، إنه يسعى إلى إيجاد الرشدية العربية، نسبة إلى فكر ابن رشد، والتي تتمثل في عدة محاور، أولها التسليم بأن النص الديني له معنيان، معني ظاهر وآخر باطن، أما ثاني المحاور هو إعمال العقل في النص الديني، وثالثها أنه لا تكفير فليس من حقك أن توجه تهمة التكفير لشخص يفسر النص الديني، كما أنه لا إجماع أيضا مع التفسير.
وأضاف وهبة، خلال لقائه الفكري، بالقاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، في دورته الثامنة والأربعين، أن الرشدية العربية تفرض علينا مسألة العلمانية، فإن التفكير النسبي، شئنا أم أبينا يضعنا داخل العلمانية، لأنها تعني التفكير فيما هو نسبي وليس مطلقا.
وأشار المفكر العربي إلى أن ابن رشد من جذور التنوير الأوروبي، فعندما واجه فردريك الثاني، النظام الاقطاعي المدعوم بالسلطة الدينية قال له مستشاريه إنه ينقصه ابن رشد، وأشاروا عليه بإصدار قرار سياسي بترجمة مؤلفات ابن رشد، وبالفعل أصدر فردريك الثاني قرارا بترجمة مؤلفات ابن رشد إلى العبرية واللاتينية، مما أدى إلى إنشاء الرشدية اللاتينية في مواجهة السلطة الدينية.
ولفت وهبة إلى أن الغريب هنا أن أوروبا تتبنى الرشدية اللاتينية وهنا في الدول العربية نحاربه ونهاجمه، مضيفا أنه يدعو إلى وجود الرشدية العربية حتى يتم عمل مقارنة بينها وبين الرشدية اللاتينية للخروج بالرشدية الإنسانية.
واختتم وهبة حديثه أن هناك قرارا جمهوريا بتجديد الخطاب الديني، ولكن هناك معارضة شديدة له، متساءلا: "أين النخبة لمساندة القرار الجمهوري؟»، مضيفا أن الإشكالية هنا تظل في النخبة وليس في القرار الجمهوري.