رئيس التحرير
عصام كامل

من هنا نشأت البيروقراطية!


إن البيروقراطية بالطبع كلمة فرنسية الأصل من (بيرو) وتعني المكتب وإذا فسرناها بالعربية أي المكتبية... وهى بالطبع السرطان الذي تناثر في أنحاء المحروسة مع بداية الستينيات..


لم تكن ظاهرة مؤلمة للشعب حينذاك، لأن التعداد الأصلي للبلاد لم يكن هو نفسه اليوم، ولكن عندما تفجر السكان على أرض الوطن الحبيب كانت البيروقراطية هى أكثر إيلامًا وإزعاجًا وإعاقه لتقدم المجتمع.

وكما ذكرت في مقالي السابق، أن الأمم القوية تشكل من جديد حدود الأوطان المجاورة.. هكذا أيضًا الثورات تشكل حدودًا جديدة ومقومات للمجتمع جديدة لاستيطان الثورة، وضمان بقائها لتحقيق توصيات الثورة...

ثورة 23 يوليو كان من توصياتها أن تبقى قوية عاتية وإلا تفشل بل وتحفظ لنفسها تاريخ صلاحية لا تنتهي وهى التي وضعت البنية التحتية للبيروقراطية وهى اثنان:

الأول: مراقبة كل ورقة رسمية تدخل أو تخرج من المؤسسات الحكومية وهى التي سوف أتحدث عنها اليوم. 
الثانية: وهى إشغال وإرهاق المواطن والتي حدثت بعد ذلك في عهد مبارك. 

كان من مصلحة ثورة 23 يوليو أن تحتفظ بكيانها وحدودها ولا يدخل أحد أو يخترق حدود ذلك الكيان، سوى من قام بها وحافظ على بقائها ولكن ذلك لن يتم بحارس أو اثنين ولكن يتم بنظام ذكي جدًا...

وهى أوراق اللعبة وأوراق البيروقراطية.. التي وصلت إلينا اليوم فالمستخرج الرسمي لا بد أن يعتمد على سبيل المثال من المدير ونائب المدير ولا بد أن يتوج بالختم والشعار، وحتى إن كانت أوراقًا روتينية بحتة إمضائها في عين المواطن لا يشكل ولا يمثل سوى روتينًا بحتًا!

ولكن في نظر من صمم هذا الهيكل هو ليس روتين بحت، هو مراقبة مستمرة على كل مستخرج رسمي وكل موظف في الدولة وكل عامل وإن كان صغيرًا جدًا في المهام، ويضمن بهذا الشكل مروره على المدير أو رئيس المؤسسة الذي اخٌتير من رجال الحكومة، ومن هنا كانت البيروقراطية ليست عادة سيئة أو غبية، لكنها كانت الضمان لمراقبة كل نواحي الدولة ولا تمرير إلا طبقًا للسياسة العليا.

أما النقطة الثانية: ففي الحديث القادم إن شاء الله.

 وللحديث بقيه دائمًا وأبدًا مدام القلم حي يرُزق.

الجريدة الرسمية