هل يشاهد المصريون قناة الجزيرة؟!
الكاتب الصحفى محمد الغيطي في برنامجه "صح النوم" على فضائية Ltc قال كلاما خطيرا أعتقد أنه لم ولن يلتفت إليه أحد أو يهتم به أي مسئول بالدولة، الغيطي يقول إنه كان في زيارة لأحد المرضى في مستشفى الشرطة ووجد بعض العاملين في المستشفى يشاهدون قناة الجزيرة، وهذا مؤشر خطير وهو عودة المصريين لمتابعة هذه القناة المعادية لنا والأخطر من ذلك هو ما سمعته أيضا حول ارتفاع نسبة مشاهدة الإعلام المسموم المتمثل في قنوات الإخوان، وأصبح يتردد على أسماعنا مرة أخرى أسماء معتز مطر ومحمد ناصر وزوبع ويتم تداول فيديوهات برامجهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
يجب التعامل مع هذا الكلام بمنتهى الجدية وبحث أسباب عودة المصريين لمتابعة هذه القنوات بعد أن تم إزالتها من أجهزة الاستقبال الفضائي في منازلهم، ما الذي يريده المشاهد المصري من هذه القنوات؟ وما هي المادة المفقودة في برامجنا ويجدها في هذه القنوات المسمومة؟ يجب على خبراء الإعلام بحث هذه الظاهرة، هناك من يرى أن الإعلام المصري حاليا (الرسمي والخاص) أصبح اتجاها واحدا وليس هناك أي مساحة للمعارضة والاختلاف في وجهات النظر ليس فقط الإعلام بل الأحزاب والبرلمان أيضا.
الحياة السياسية بشكل عام أصبحت خالية من المعارضة وهذا ضد الطبيعة البشرية، لابد من وجود نافذة تكون متنفسا يعبر من خلالها الإنسان عما بداخله، أو من خلال مشاهدته لرأي معارض للنظام الحاكم سواء على شاشة التليفزيون، أو تحت القبة، أو الأحزاب، وإذا افتقد ذلك في بلده فإنه يذهب إلى الإعلام المعادي والمسموم، أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الأخطر لأن معظم أخبارها غير صحيحة وأصبحت أكبر وسيلة إعلامية لترويج الشائعات ولا يمكن التحكم فيها أو السيطرة عليها.
كل مواطن اليوم في يده تليفون محمول متصل بالإنترنت أصبح أيضا وسيلة إعلامية عالمية متنقلة، وهنا يجب التذكير بأن الدولة حينما سمحت بإطلاق قنوات خاصة وإعطائها مساحة من الحرية والمعارضة كان بهدف سحب البساط من تحت أقدام الجزيرة وفتح نافذة للمصريين للتنفيس عما بداخلهم، وقد كان وتحقق لصفوت الشريف ما أراد حيث كانت هذه فكرته، إذن يجب على الدولة أن تعي خطورة أن تكون الحياة في مصر كلها اتجاه واحد أو بلون واحد، لأن البديل هو الإعلام المسموم ومواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا وخطورة، ويجب أن تدرك أيضا أن الظروف الاقتصادية شديدة الصعوبة التي يعيشها المواطن تجعله يصدق كل شيء حتى لو كان كذبا وافتراء..
أخيرا أطالب المسئولين الحاليين بقراءة تاريخ ماسبيرو جيدا فسوف يكتشفون أنه مثل الصحف القومية لا يمكن الاستغناء عنها رغم كل ما تعانيه من خسائر وديون وتراجع.. والحل في النهوض بماسبيرو وعلاج مشكلاته.. وهي ليست مستحيلة، فسوف يظل هو تليفزيون الدولة هكذا اسمه وصفته الذي لن تستطيع أي وسيلة أخرى سلبها منه لأنه المدافع الأول عنها بعيدا الخسائر والمكاسب المادية.
egypt1967@yahoo.com