رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل زيارة «فيتو» لمركز القوات المسلحة لعلاج الإدمان.. علاج المريض مجانا وفي سرية تامة وشفاء 1000 حالة.. مدير المركز: توفير جميع الإمكانيات للعلاج.. والمرضى: العلاج أعادنا للحياة


شاركت القوات المسلحة في البرنامج الطموح لعلاج الشباب الذين سقطوا في هاوية إدمان العقاقير والمواد المخدرة، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، انطلاقا من دورها في دعم مقومات التنمية الاجتماعية والبشرية، وقامت بعلاج المئات من المدنيين والحالات التي تظهر في الشباب المتقدمين للتجنيد على غرار تجربة علاج فيروس سي، وذلك بمراكز علاج الإدمان بمستشفى أحمد جلال بالهايكستب، ومستشفي الإسماعيلية العسكري والمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي.


وقامت القوات المسلحة بإنشاء المركز الوطنى لعلاج الإدمان بالإسماعيلية، لعلاج حالات الإدمان في سرية تامة، وتم إنشاء المركز بسواعد الشباب من أبناء القوات المسلحة المتخصصين في مجال علاج الإدمان، واعتبروا أنفسهم في مهمة لا تختلف عن مهمات الضباط والجنود المكلفين بمهام الحرب ضد أعداء الوطن.



تجهيز المركز
مدير المركز محمد دياب يقول إن المركز يضم حتى الآن 108 أسرة، وبه ثلاثة أقسام، الأول خاص بعمليات سحب العينات، ثم قسم التأهيل، والثالث قسم التأهيل المتقدم، كما يشمل أيضا وحدة رعاية نهارية ومجموعة من العيادات الخارجية.


علاج الحالات
وأضاف مدير المركز أن المساحة الكلية تبلغ 20 فدانا ما يعادل 80 ألف متر مربع، مشيرا إلى أن القوات المسلحة استغلت كل السبل لتوفير مكان مؤهل لخدمة المرضى به كل الأساسيات المطلوبة لتقديم خدمة طبية متكاملة، مشيرا إلى أنه تم علاج أكثر من 1000 مريض منهم 300 مريض تم علاجهم داخليا، إلى جانب 800 مريض تم علاجهم بالعيادات الخارجية، مؤكدا على وجود برنامج علاجى مؤهل طبقا لجميع الحالات، حيث إن العيادات الخارجية تستقبل يوميا 30 مريضا يتم علاجهم دون إقامة في المركز، ولكن من خلال الإشراف الخارجى بناء على جدول زمنى محدد ومعين.


خطوات العلاج
وأشار دياب إلى أن خطوات علاج المريض تبدأ مع وصوله للمركز، وإذا كان لديه رغبة الإقامة يتم في البداية سحب العينة من المخدر وذلك في الأسبوع الأول من الإقامة، ثم يتم تأهيله الأولى في 4 أسابيع، وبعد ذلك يتم التأهيل المتوسط في فترة زمنية 8 أسابيع، كما يتم بعد ذلك إجراء المتابعة الدورية لحين الخروج من المركز، وبعد ذلك تجرى متابعة دورية مستمرة لحين الشفاء الكامل.


كما أن المركز به وحدة كبيرة بها العديد من النشاطات المختلفة وتنظم الرحلات الخارجية والأجهزة الرياضية لتعويض المريض وبناء فكري وجسمانى.


تأمين المريض
وخصص المركز تجهيزا هندسيا داخل منطقة سحب العينات والتأهيل الأولى والذي يعتبر أصعب الخطوات التي تواجه المريض وهناك بعض الحالات التي تكون في انفعال زائد أو يمكنه تعرض نفسه أو غيره لأمور خارجة عن إرادته، مؤكدا أنه تم مراعاة ذلك عند التجهيز، حيث تم تركيب بدائل للزجاج في الغرفة وعزلها من أي مواد حادة أو ذات تأثير عليه أو على غيره.


نفقات العلاج
وقال مدير المركز إن هناك بروتوكول تعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والذي يتحمل كافة تكاليف العلاج ولا يتحمل المريض أي مليم واحد من بداية علاجه وحتى الانتهاء الكامل، كما أنهم يقومون بتحويل المرضى للمركز مباشرة لبدء علاجه في حالة إقباله على الصندوق، مشيرا إلى أن هناك العديد من المرضى الذين يقيمون باللجوء للمركز لعلاجهم مباشرة دون وسيط ويتم علاج الحالات في سرية تامة.


تدريبات تأهيلية
وفيما يتعلق بتدريب الأطباء أكد مدير المركز أنه تم تخصيص يوم الإثنين من كل أسبوع، لإجراء محاضرات وتدريبات عملية لمجموعة عمل المركز وتعريفهم على خطوات التعامل مع المرضى وكيفية مساعدتهم وكل ما يتعلق بالإدمان من خلال جدول معد مسبقا، مشيرا إلى أنه من المقرر إنشاء مركز لتدريب وتخريج أطباء ومعاونين لعلاج الإدمان.


وتابع أنه من المقرر إنشاء مركز إقليمي يقدم كافة الخدمات الطبية لعلاج مريض الإدمان من كافة الأمراض التي يعانى منها بخلاف الإدمان.


المرضى يتحدثون
وتحدث عدد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء عن تجربة الإدمان والعلاج، وأكدوا أن تعاطي العقاقير والمواد المخدرة يحطم إرادة الفرد ويجعله منحرف المزاج فاقدا لكل القيم الدينية والأخلاقية، فمنهم من تخلف عن مراحل التعليم ومنهم من فقد عمله الوظيفي حيث تحولوا بفعل المخدرات إلى أشخاص مهملين وغير موثوق فيهم ولا يتعامل معهم الآخرون، وبالتالي يحجب عنه ثقة من حوله، ويدمر حياته بيده وتجعله يخسر أقرب الناس إليه.


وأكدوا أن تجربة العلاج أعادت لهم القدرة على الحياة مرة أخرى والاندماج داخل المجتمع بفضل البرنامج العلاجي الذي تلقوه داخل المركز، وأنهم بالإرادة الحقيقية استطاعوا مواجهة هذا التحدي، مشددين على أهمية التماسك الأسري والمتابعة لأبنائهم ومراقبة سلوكياتهم لحمايتهم من تأثير أصدقاء السوء.
الجريدة الرسمية