رئيس التحرير
عصام كامل

السر في «الزبالة».. «القمامة» تفضح المرتشي أمام عمال النظافة.. «شنطة سوداء» تسقط قاتل مدير بنك أبو ظبي الإسلامي.. و«مقلب» الهانوفيل يكشف أوكار الإرهابيين بالإسك


«ما يقع إلا الشاطر» جملة تؤكد أن المجرم مهما حاول إخفاء الأدلة التي تثبت تورطه في الجريمة فإنها لا بد وأن يترك وراءه خيطًا رفيعًا يكشفه في النهاية، ولكن ربما لا يتخيل كثيرون أن تكون «الزبالة» هى الدليل على مخالفاتهم، وتكشفهم أمام الجميع.


وقد لا يعلم المرتشي أن جريمته سهل اكتشافها من خلال زبالته، وأنها أقرب الطرق لفضح أمره، بالنظر للمحتويات الملقاة في سلة المهملات، يستطيع عامل النظافة أن يرسم سيناريو تخيلي عن مواقف عدة مرت بها الأسرة خلال فترة تكوينها لتلك المهملات.

وهذا ما أكده نقيب الزبالين "شحاتة إبراهيم"، خلال استضافته ببرنامج «تعالى اشرب شاي»، المذاع على إذاعة «نجوم إف إم»، عندما قال "بعرف المرتشي من زبالته، أنا لما أكون عارف أسرة معينة موظفين مرتبه مثلًا آخره 1800 جنيه ومرتبها مثله ، وهما الاثنين مرتبهما آخره 4000 جنيه، وألاقي في زبالتهم بقايا الديك الرومي، وعلبة البيرة وزجاجة مياه معدنية والشامبو الغالي لأ بقى يبقى فيه حاجة».

وتابع «أنا بعرف المرتشي من كده، الرجل الغلبان اللي على قده لو جاب التفاح بيسيب أقل بقاياه في الزبالة وبلاقيه مخلص لحم الفراخ للآخر».

القتل
كما كان للقمامة دور فعال في كشف جرائم القتل، وهو ما فعلته في وقائع عدة، ففي الوقت الذي يسعى خلاله المجرم لإخفاء كافة أدلة إدانته، يبوح  كيس القمامة الخاص بيه بكافة أسراره.

أكبر دليل على ذلك ما حدث في قضية مقتل "نيفين لطفي" الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الإسلامي، نوفمبر الماضي، فقد سهل كيس زبالة على النيابة التحريات، بعد أن أقر"سيد. ع"، عامل نظافة بمنطقة الوراق في أقواله، بأنه عثر على شنطة سوداء داخل "الحديقة" التي يعمل بها في الوراق، بها "ترينج رياضي" ملطخ بالدماء، وتبين أن تلك الملابس للمتهم أثناء قيامه بتنفيذ جريمته، وأن تلك الدماء تخص القتيلة.

العمليات الإرهابية
الخيط الذي سارت عليه تحريات النيابة المعنية بالعمليات الإرهابية في الإسكندرية، هى زبالة شارع إسكندرية مطروح بقطاع العجمي، خاصة بعد أن عثر أحد عمال النظافة بشركة نهضة مصر لجمع القمامة، في يناير من العام الماضي، على بندقية خرطوش وفرد وصاعق كهربائي وعدد من الطلقات، أمام المساكن الصينية.

وأبلغت الشركة قسم شرطة الدخيلة، وتوجهت قوة من المباحث برئاسة المقدم "محمد التهامي"، وتحفظت على الأسلحة والذخائر المضبوطة، وتحرر محضر بالواقعة، واستمع إلى أقوال عامل النظافة الذي عثر على الأسلحة والطلقات، وأكد عثوره عليهم بجوار مقلب للقمامة بجوار سوق «الهانوفيل» وأمام المساكن الصينية، وهو ما لفت انتباه قوات مكافحة الإرهاب إلى أن تلك المنطقة مكمن للجماعات الإرهابية.
الجريدة الرسمية