رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران: خسائرنا تتزايد بسبب الدولار.. ولم نحصل على دعم من الدولة


  • >> نسدد كل الضرائب المقررة علينا ولا مناص من تحديث الأسطول 
  • >> مخطط للوصول بالأسطول إلى ١٠٥ طائرات في عام ٢٠٢٠
  • >> مليار و100 مليون جنيه خسائر الخطوط الجوية والخدمات الأرضية خلال العام المالى الماضى
  • >> الأحداث بدول الجوار أوقفت بعض الرحلات لليمن وسوريا وليبيا
  • >> الأسعار المطروحة لا تحقق الربحية وجميع الرحلات الداخلية تتكبد خسائر
  • >> خفضنا الرحلات إلى السودان والعراق
  • >> المنظمات العربية تعود لأحضان القاهرة بعد غياب سنوات.. وأصبحنا في غرف عمليات صناعة القرار
  • >> تقييم أصول الشركة بعد ارتفاع الدولار

مثلها مثل بقية الكيانات الاقتصادية في مصر، عانت شركة “مصر للطيران” من سنوات عجاف على خلفية الأحداث التي وقعت بعد ثورة ٢٥ يناير وما صاحبها من ضعف التشغيل.

وبعد الاستقرار وعودة السياحة جاءت حادثة تحطم الطائرة الروسية في شرم الشيخ في ٣١ أكتوبر الماضي لتعيد الأزمة مرة أخرى.

ولكن هناك أزمات تعاني منها الشركة الوطنية منها ضعف الأسطول وخسائر تزيد على ١٤ مليار جنيه، ورغم ذلك لا تزال الشركة قوية وتفرض نفسها في سوق النقل الجوي، ويبذل العاملون فيها جهودًا مضنية من أجل الحفاظ على مكانتها العالمية.

الشركة نجحت في الحصول على كل الشهادات الدولية التي تمكنها من تعظيم مواردها.. آخر الأزمات التي واجهت الشركة الوطنية ارتفاع قيمة الدولار.

الملفات السابقة وضعناها على طاولة صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، الذي تحدث عنها بالتفاصيل، وكان الحوار التالي:


> بداية.. حدثنا عن نتائج ميزانيات العام المالى ٢٠١٥-٢٠١٦ ؟
الشركة القابضة حققت أرباحًا بلغت قيمتها ١٣ مليون جنيه، أما الشركات التابعة معظمها حققت أرباحًا وهى الشحن الجوي والخدمات الطبية والصيانة والأعمال الفنية والسياحة والأسواق الحرة والصناعات المكملة والخدمات الجوية، بينما شركات الخطوط الجوية والخطوط الداخلية «إكسبريس» والخدمات الأرضية بلغت خسائرها مليارا و١٠٠ مليون جنيه؛ بسبب ضعف التشغيل، وخاصة في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، حيث كان التشغيل في المطارين يمثل ٦٠% من إيرادات شركة الخدمات الأرضية، وهو وضع تأثر بعد حادث تحطم الطائرة الروسية ووقف الرحلات القادمة من روسيا وبريطانيا، وسوف يتم تدارك الأزمة بحلول جادة في ميزانية العام المالي الحالي.

> ما التدابير التي تم اتخاذها لمعالجة الأزمة في الغردقة وشرم الشيخ ؟
تم سحب أعداد من العمالة والمعدات، ونقلها إلى مطار القاهرة الدولى بعد زيادة التشغيل به والاستفادة من الخدمة الأرضية المقدمة لشركات الطيران المختلفة الجنسيات، والتي يتم تسديد قيمتها بالدولار، وبالتالي ترتفع إيرادات الشركة.

> ماذا عن شركتي الخطوط ؟
يجب أن نعرف أن شركتى الخطوط قبل عام ٢٠١١ كانت تحقق الأرباح سنويا، والأزمة التي تعاني منها الآن نتيجة للخسائر بسبب ضعف التشغيل وعوامل أخرى منها زيادة رواتب العاملين وعددهم ٣٤ ألف عامل وعدم تطوير الأسطول ووجود أسطول عدده ٥٢ طائرة فقط بعد أن كان في عام ٢٠١١ عدده ٨٢ طائرة.

> ما أسباب انخفاض الأسطول الآن ؟
تم استبعاد الطائرات من التشغيل بسبب العمر الافتراضى لها، إضافة إلى تحطم طائرة فوق مياه البحر المتوسط، وعدم وجود رفاهية على تلك الطائرات ووجود رحلات “شارتر” بأحدث الطائرات، وبالتالي تكون هناك منافسة بين الشركات والتي تحتم علينا تحديث الأسطول بطائرات جديدة، وقد بدأنا بالفعل تحديث الأسطول وعقد صفقة لطائرات جديدة تضم ٩ طائرات من طراز بوينج 737/800 استلمنا الطائرة الأولى ويتم تشغيلها على رحلات أوروبا وجار استلام بقية الطائرات، بينما الطائرة الثانية ستصل القاهرة الشهر المقبل ويستمر استلام الطائرات بمعدل طائرة كل ٦ أسابيع.

> تتحدثون عن ضعف التشغيل وأنتم قد قمتم بوقف رحلات إلى بعض الدول العربية.. تعقيبك؟
مصر للطيران شركة تجارية تعمل في نشاط النقل الجوي، ولكن في نفس الوقت لابد أن تعمل على خطوط آمنة، وكانت الأحداث في دول الجوار سببًا في وقف الرحلات مثل اليمن وسوريا وليبيا بسبب عدم الاستقرار هناك، و خفضنا الرحلات إلى السودان والعراق.

> هل تتوقع تحقيق أرباح لشركة الخطوط خلال هذا العام ؟
بالطبع لا.. لأن الظروف لم تتغير بل أتوقع زيادة الخسائر نتيجة لارتفاع الدولار ولا مناص من تحديث الأسطول، والاستمرار في المنافسة ولدينا مخطط للوصول بالأسطول إلى ١٠٥ طائرات في عام ٢٠٢٠.

> ماذا تعني عودة الرحلات الروسية مرة أخرى لمصر للطيران ؟
شعور الركاب، وخاصة الأجانب بالارتياحية والثقة والأمان بعدما أثير حول المطارات بعد حادث الطائرة الروسية من شائعات وحملات التشويه والتشكيك في قدرة المطارات على التأمين.

> بعد ارتفاع سعر الدولار وتضاعف ديون الشركة أصبحت أصول الشركة أقل من الديون.. ما الخطط التي تم وضعها لمواجهة الأمر ؟
سيتم تشكيل لجنة من المالية والمركزي للمحاسبات ومصر للطيران لتقييم أصول الشركة مع مديونياتها بالسعر الجديد للدولار وهذا يعد من القرارات الصائبة لأنه بعد زيادة قيمة الدولار تضاعفت الديون ثلاث مرات مع ثبات الأصول وهذا يعوق التعامل مع البنوك حال رغبة الشركة في الحصول على تسهيلات أو قروض من البنوك سواء محلية أو دولية.

> البعض يشكو من ارتفاع أسعار تذاكر الخطوط الداخلية.. فما تعقيبك ؟
بداية لابد أن نعرف أن ٩٠% من مكونات الطائرة بالدولار، والأسعار المطروحة لا تحقق الربحية للرحلات بل تحقق خسائر، والسوق لن تقبل الأسعار بالدولار ورغم زيادة الدولار لم تتحرك الأسعار، وبالتالى جميع الرحلات الداخلية تتكبد خسائر.

> البعض يتهم الشركة الوطنية باحتكار السوق المصرية في الرحلات الداخلية والدولية.. فما ردك؟
الاتهام ليس في محله وعن من الصحة، حيث إن نسبة الشركة في مصر من الرحلات الداخلية والدولية ٢٤% فقط وهذه نسبة ضئيلة، ومن المفترض أن تكون على الأقل ٥٠%، ولكن الظروف تعوق الوصول لهذه النسبة بسبب ضعف الأسطول وفتح المطارات المصرية أمام الرحلات الشارتر بما فيها مطار القاهرة، ولا توجد دولة في العالم قامت بفتح مطاراتها أمام رحلات الشارتر مثل مصر.

> هل تقوم الشركة بإلغاء رحلة حال عدم تحقيقها الجدوى الاقتصادية مثل الشركات الخاصة؟
أي شركة طيران تعمل في الخطوط المنتظمة لا يحق لها إلغاء رحلة طيران ولم تقم مصر للطيران بإلغاء رحلة.. في أوروبا لو قامت شركة طيران بإلغاء رحلة تفرض سلطات الطيران المدني الأوروبي على الشركة بدفع ٦٠٠ دولار نقدا لكل راكب وتلزم الشركة بسفره على أي شركة طيران.

> المنظمات العربية ابتعدت عن عقد اجتماعات لها في القاهرة منذ ٢٠١١.. هل هناك تحرك في هذا الاتجاه؟
“مصر للطيران” بادرت بالتحرك ونجحت في إقناع المنظمة العربية للطيران ( الآكو) بعقد اجتماعها في أبريل المقبل بالقاهرة، وأيضا المنظمة الأفريقية ( الأفرا ) في يونيو المقبل وسوف يعقد الاجتماع السنوى لشركات الطيران العربية (AGM) في نوفمبر المقبل بحضور ٢٥٠٠ فرد لمدة ثلاثة أيام ويشارك فيه شركات الطيران العربية والشركات المصنعة للطائرات والمنتجة للبرامج.

> لماذا تأخرت مشاركة “مصر للطيران” في مجلس المحافظين بالمنظمة الدولية للنقل الجوى ( الأياتا)؟
الشركة القابضة لمصر للطيران شهدت ٩ رؤساء لها من عام ٢٠١١، وهذا المجلس يضم ٢٧ شركة طيران ويحدد إستراتيجية الطيران في العالم، وابتعاد مصر طوال هذه السنوات كان له أسبابه وبعد الاستقرار أصبحت مصر للطيران عضوا في مجلس المحافظين تقديرًا لمكانتها وتاريخها.

> ماذا يعنى حصول الشركة على كل الشهادات والاعتمادات لأنشطتها المختلفة ؟
نجاح الشركة في الحصول على كل الشهادات والاعتمادات الدولية يمكنها من أن تكون داخل غرف عمليات المنظمات التي تصدر القرارات وتحدد مسار صناعة الطيران.

> النهاية يبقى سؤال هل تحصل الشركة على دعم من الدولة ؟
“مصر للطيران” شركة وطنية مملوكة للدولة.. تعتمد على نفسها ولم تحصل على أي دعم وتسدد كل الضرائب المقررة عليها، ورغم الأعباء والأزمات التي تعانى منها فإنها تقدر الظروف الحالية والعاملون بها يبذلون أقصى جهد من أجل التعافي من كل المحن وهم متحصنون بخبراتهم وعلمهم وتاريخ شركتهم وهم قادرون على تحقيق التطوير والإنجاز وعبور الأزمة بالإرادة القوية والعمل بروح الفريق الواحد.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية