شعب عايز يفرح!
ما يحدث من ردود أفعال لجماهير الكرة المصرية منذ انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذا الجماهير وافقت على التضحية بكل قناعاتها السابقة من أجل الفرحة.
فـجماهير الكرة المصرية التي عاشت مع المنتخب أحلى أيامها في 3 بطولات متتالية حتى عام 2010، لم تعد تطلب الأداء الممتع مثلما كان، ولم تترحم على النجوم العظام الذين كانوا مصدر سعادة في هذه البطولات.
وبعد غياب 3 بطولات متتالية ومع بداية المشاركة في بطولة الجابون الحالية، أصبح الشعور العام لدى جماهير الكرة المصرية هو الاقتراب من البطولة، وكأن سيناريو بطولة 98 مع الكابتن الجوهري يتكرر من جديد.
ورغم الأداء الدفاعي الصعب وعدم ظهور نجوم المنتخب المحترفين بمستواهم المعروف عنهم، إلا أن الفرحة الكبيرة بالنتائج أصبحت ملفتة للنظر بشكل كبير، وهى تؤكد أن هذه الجماهير ترغب في الفرحة.. وظهرت هذه الفرحة بشكل كبير عقب مباراتي غانا والمغرب الأخيرتين، حيث كانت بمثابة فرحة مماثلة للحصول على البطولة نفسها.
وصول المنتخب للدور قبل النهائي في بطولة الجابون هو إنجاز بكل المقاييس، إذا نظرنا إلى الأمور بواقعية وبحسابات منطقية، لكن المشكلة في أن الجماهير بدأت تطمع في البطولة واللاعبون أيضًا مع جهازهم الفني.. فأهلًا وسهلًا بالبطولة إذا كان المنتخب يستحقها وقادر على تجاوز آخر عقبتين فيها، ولكن إذا لم يحدث فلا بد أن نقدم الشكر والتحية والتقدير لكل اللاعبين وجهازهم الفني على ما قدموه من جهد كبير وروح معنوية عالية في المباريات التي خاضوها حتى الآن.
الفرحة التي عاشتها جماهير الكرة المصرية عقب مباراتي غانا والمغرب كانت غائبة منذ 7 سنوات تقريبًا، بل ومع انقلاب الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ عام 2011، أصبحت كرة القدم بمثابة المتنفس الذي يمكن أن يخرج هذا الشعب الصامد من حالته حتى لو لفترة قصيرة.. إنه فعلًا "شعب عايز يفرح".. شعب عايز يسرق الفرحة بأي شكل بعد فترة طويلة من المعاناة، حتى لو كانت هذه الفرحة متمثلة في مباراة كرة قدم.
وأخيرًا.. أتمنى من كل قلبي أن يدرك الإعلام الرياضي في مصر معنى قيمة المهنية والوطنية في نفس الوقت، وذلك من خلال مساندة المنتخب من خلال خلع نظارة الانفرادات والتسريبات ولو لفترة مؤقتة!