رئيس التحرير
عصام كامل

صباح الأحمد.. 11 عاما على حكم حبيب المصريين للكويت (بروفايل)


في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل الشعب الكويتي بتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مقاليد الحكم في الكويت، ليكون الحاكم الخامس عشر من أسرة آل الصباح، وإنجازاته في قيادة الكويت ودعم المسيرة الديمقراطية، وأيضا هو رجل الوساطات الناجحة، وتوج بلقب "القائد الإنساني" من الأمم المتحدة.


حياته:
ولد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ولد عام 1928، وهو الابن الرابع لأمير الكويت الراحل أحمد الجابر الصباح، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية.

وتولى العديد من المناصب في حكومة الكويت بعد الاستقلال، حيث عُين في 1962 وزيرا للإرشاد والإنماء في عهد أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم، كما كان عضوًا في المجلس التأسيسي المكلف بوضع الدستور.

وفي عام 1963 تولى سموه مهام وزارة الخارجية الكويتية، وفي يوم 13 يوليو 2003 تولى منصب رئيس مجلس الوزراء الكويتي.

حكم الكويت
في 29 يناير 2006، تولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد نحو كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار إلى الأمام، قائلا: ليس في القلب والفؤاد من شيء غير الكويت.. وليس هناك حب أعظم من حب الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا".

مدافع عن المرأة
ويرى الكثيرون أن الشيخ صباح الأحمد رجل ليبرالي، تمكن بعد معركة طويلة من تمرير قانون بالبرلمان يمنح النساء حقوقهن السياسية، لكنه لم يسمح بتشكيل الأحزاب السياسية.

ويعد أمير الكويت من المدافعين عن الديمقراطية ونهج الدستوري في البلاد، مؤكدًا أن أسس رقي الكويت والكويتيين هي الحرية والمساواة والديمقراطية واحترام الدستور، مشددًا على أن تطبيق القانون على الجميع على الكبير قبل الصغير ولا تهاون في ذلك.

وفي سنة 2012 أصدر مرسوما تشريعيا عد بموجبه نظام الدوائر الانتخابية ونظام التصويت فيما عرف بـ"مرسوم الصوت الواحد" والذي وضع خارطة طريق للنظام الانتخابي في الكويت.

ومع التقلبات التي تشهدها الكويت، قاد الشيخ صباح الأحمد سفينة الكويت بحكمة كبيرة، ونجح في إنقاذها من براثن الفتنة إلى بر الأمان بعيدًا عن أمواج الاضطراب والفوضى، التي اجتاحت العالم العربي بعد 2011.

واستطاع الشيخ صباح الأحمد، إنقاذ الكويت من نار الفتنة بفضل حكمته الكبيرة، عقب التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو 2015، ليظهر تلاحم القيادة والشعب في الكويت في مشهد مهيب وقف له العالم إكبارا وتقديرا.

القائد الإنساني
وعلى الصعيد الخارجي فقد تبوأت الكويت نتيجة لسياسات صاحب السمو ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية، استحقت تكريم الأمم المتحدة لأمير البلاد بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني» ودولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني» خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لثلاث دورات متتالية على أرضها معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا.

مبادرات قوية
واستضافت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها أمير الكويت متمثلة في إنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره مليارا دولار تسهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.

كما استضافت الكويت في ديسمبر 2013 قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الـ34 ومنتدى حوار التعاون الآسيوي الأول في أكتوبر 2012، الذي أعلن الشيخ صباح الأحمد خلاله تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار لمصلحة برنامج تمويل مشاريع إنمائية في الدول الآسيوية غير العربية.

وفي نوفمبر 2013 استضافت دولة الكويت القمة العربية الأفريقية الثالثة التي حضرها رؤساء وممثلو نحو 60 دولة حيث أعلن الشيخ صباح الأحمد في كلمته السامية بافتتاح القمة عن توجيه المسؤولين في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتقديم قروض ميسرة للدول الأفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

القضية الفلسطينية
ولم تنس الكويت القضية الفلسطينية، التي اعتبرتها قضيتها العربية الأولى، ففي يناير 2009 أعلنت الكويت تبرعها بـ34 مليون دولار لمصلحة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، تبعها في مارس من العام نفسه تقديم الكويت مبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية تدفع على مدى 5 سنوات ضمن برنامج إعادة إعمار غزة وفي نوفمبر 2012 وقعت دولة الكويت اتفاقية مع البنك الدولي تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني للإصلاح والتنمية الذي يشرف عليه البنك.

رسول السلام
كما يعد الشيخ صباح الأحمد، رسول السلام ورجل الوساطات الناجحة، فقد قام الشيخ صباح الأحمد عام 1980 بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية، نتج عنها توقيع اتفاقية خاصة بإعلان المبادئ، واحترام حسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية.

كما قاد بنجاح مبادرة رأب الصدع بين العلاقات السعودية - القطرية/ لوأد الخلافات بين دول الخليج والدوحة إيمانًا من أمير الكويت بأن الوحدة العربية والخليجية هما قوة العرب.

كما أن أمير الكويت لا يدخر جهدًا في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يعزز التكاتف بين دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق تطلعات شعوبها.

كما يقود الكويت وساطة قوية بين دول الخليج وإيران، من أجل السلام في منطقة الخليج العربين بما يرجع على جمع دول المنطقة الاستقرار والأمان.

داعم مصر
يعد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في مقدمة الحكام العرب الذين يدعمون مصر منذ توليه الحكم في 29 يناير 2006، وحتى الآن، ويأتي دعم أمير الكويت لمصر تأكيدا لرؤيته على أن استقرار القاهرة ضمانة للأمة العربية.

وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر دعم مصر الاقتصادي في شرم الشيخ، مارس 2015، أعلن الشيخ صباح أحمد الصباح، أن بلاده ستستثمر بقيمة 4 مليارات دولار في مصر لدعم الاقتصاد المصري.

وشهد شهر ديسمبر الماضي انطلاق مهرجان" كويت السلام – مصر المحبة" في شرم الشيخ، في إطار دعم الكويت للسياحة المصرية.
الجريدة الرسمية