مؤتمر الشباب وحزب «الهري» الشعبي الديمقراطي!
ليس مهمًا أن ينتقل الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة والوزراء والمحافظين إلى أقصى جنوب مصر للقاء شباب مصر على أرضها ولتأكيد أمنها وأمانها وقدرتها على استقبال سائحي العالم.. وليس مهمًا أن ينشط مؤتمر الشباب نفسه السياحة الراكدة في المحافظة الجميلة ولو لأيام معدودة تنتعش فيها حياة الناس قليلا قليلا.. وليس مهما أن يرى أهل أسوان رئيسهم بينهم يذهب ويجيء أمامهم من معلم إلى آخر ومن مكان إلى غيره..
وليس مهمًا أن نرى على المنصة أسماء وشنودة يقدمان خلاصة أفكارهما وبعدهما وقبلهما كفاءات ومواهب وقدرات شابة عفية قادمة من قرى ونجوع وكفور ومدن لم يكن أحد يسأل عنها أو يعرف أحد منها طريقه إلى أي منصة ليسمعه واحد فصارت مصر كلها تسمع وتتحمس وتصفق.. ليس مهمًا المحاور والموضوعات والقضايا والأرقام والمشكلات.. ليس مهمًا أن يتدرب الشباب على انتقاد المسئولين الكبار فيصيبوا مرة ويخطئوا أخرى ويتم التصويب لهم..
ليس مهمًا الطرق بصوت عال كل ثلاثين يومًا في ملفات الوطن ليبقى الصدى طويلا طويلا يوجه وينبه ويحذر.. وليس مهمًا إدخال السرور على فئات عديدة بقرارات فورية مباشرة تعالج وتصحح في الحال أزمات تراكمت فوق أزمات وليس مهمًا المقررات الأخيرة ببنودها كلها وكل منها حلم قديم عاشت أجيال وماتت ولم يتحقق منها شيء.. وليس مهمًا احتواء أزمات النوبة التي تراكمت في 40 عامًا وكان الاشتباك معها سابقًا أقل من تداخلات الأيدي الخبيثة ومن تطلعات مشروعة لأهلنا الطيبين هناك..
ليس مهمًا كل ذلك.. المهم.. هل تم ترتيب لقاء العجوز الفقيرة بالرئيس السيسي أم لا ولماذا هذه التكلفة _ دون وعي بأي تفاصيل _ ممن صرخوا طويلا عن إهمال شباب مصر وضياع شباب مصر!
هؤلاء هم أنفسهم من بحثوا عن القطط الفطسانة في المؤتمر السابق وقبل السابق، وسيصرخون بعد كل مؤتمر.. وبعد كل عمل إيجابي يسير بالبلد خطوات إلى الأمام.. حزب الفاشلين هذا يستحق وبأمانة أن يتحول إلى حزب علني توافق عليه لجنة الأحزاب ليصبح الممثل الشرعي للفشل الدائم والعقد المركبة وللهري المزمن.. وشفانا الله وإياكم ولا حول ولا قوة إلا بالله!