رئيس التحرير
عصام كامل

حيثيات رفض طعن النيابة على براءة وزير البترول الأسبق


أودعت محكمة النقض حيثيات رفض الطعن المقدم من النيابة العامة على براءة سامح فهمي، وزير البترول الأسبق، وحسين سالم، وخمسة من قيادات قطاع البترول، المتهمين بإهدار المال العام والتربح للغير عن طريق استغلال مناصبهم الوظيفية.


وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: إنه لن يغير من براءة المتهمين ما شهد به الشاهد التاسع عضو هيئة الرقابة الإدارية من أن المحكوم عليه حسين سالم، حقق مكاسب من إجراء إبرام تعاقد لارتفاع قيمة أسهمه في شركة البحر الأبيض المتوسط والشركات التابعة لها فلا دليل على حصول هذه المكاسب من إجراء هذا التعاقد؛ فإنه من الطبيعي أن يحصل المتعاملون مع الدولة على ربح وإلا لما أقدم أحدهم على ذلك ووقف دواليب العمل.

ومن بين مدونات الحكم المطعون به أن المحكمة بعد أن بينت واقعة الدعوى واستعرضت أدلتها أسست قضاءها ببراءة المطعون ضدهم على الشك وعدم الاطمئنان إلى الثبوت وإلى أنها استرسلت بثقتها إلى تقريري اللجنة المشكلة بمعرفتها واللجنة المشكلة بمعرفة المحكمة التي تنظر الجناية رقم 3642/2011 جنايات قصر النيل، وشهادة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والتي كشفت عن عدم وجود ثمة مخالفات شابت التعاقد وأن السعر المحدد لبيع الغاز الوارد بالتعاقد يتماشى مع الثمن الحقيقي آنذاك.

وأكد الحكم أن هذا العقد تتطابق عناصره مع عناصر العقود الأخرى المماثلة من حيث مناسبة السعر الذي يغطي تكلفة الإنتاج ويزيد، خاصة وأنه لا توجد معادلة سعرية موحدة لبيع الغاز على مستوى العالم، وما حوته المكاتبات والمراسلات التي كان يرسلها الراحل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة في ذلك الوقت، للمتهم الأول سامح فهمي، والتي تدل على أنه كان يتابع ملف التعاقد وبنوده كافة بما فيها أسعاره وكمياته.

وكذلك ما شهد به محمد فريد التهامي الذي تولى رئاسة المخابرات العامة بعد وفاة عمر سليمان، من أن تصدير الغاز إلى إسرائيل كان ورقة للضغط عليها لانسحاب من سيناء وحل مشكلات الفلسطينيين، وتدبير موارد للدولة.

وأوضحت المحكمة في حكمها أن ما تثيره النيابة العامة غير سديد، فالأصل أن تقدير آراء الخبراء والفصل فيما يوجه إلى تقاريرهم من مطاعن واعتراضات مرجعة إلى محكمة النقض التي لها كامل الحرية في تقدير القوة التدليلية لتلك التقارير شأنها في ذلك شأن سائر الأدلة؛ لتعلق الأمر بسلطتها في تقدير الدليل.

وأشارت إلى أن محكمة النقض لا تلتزم بالرد على الطعون الموجهة إلى تقارير الخبراء طالما قد أخذت بما جاءت بها لأن مؤدي ذلك أنها لم تجد في تلك الطعون ما يستحق الالتفات إليه، لذلك فإن ما تثيره النيابة العامة لا يتعدى كونه جدلًا موضوعيًا لا شأن لمحكمة النقض به ولا يقدح في سلامة الحكم القاضي بالبراءة أن تكون إحدى دعاماته معيبة.

وكانت محكمة النقض برئاسة المستشار محمد محجوب، وعضوية المستشار محمد زغلول وعلي فرجاني قد قضت برفض الطعن المقدم من النيابة العامة على براءة سامح فهمي، وزير البترول الأسبق وحسين سالم، وخمسة من قيادات قطاع البترول، المتهمين بإهدار المال العام والتربح للغير عن طريق استغلال مناصبهم الوظيفية.
الجريدة الرسمية