رئيس التحرير
عصام كامل

أهم ما قاله الرئيس للشباب على الإطلاق!


باغتنا الإعلامي المحترم أحمد بصيلة وهو يسألنا أمس عن مؤتمر الشباب في مداخلة على قناة "الغد العربي" الإخبارية الإماراتية حين سأل: ما هي التصريحات أو العبارات التي لفتت نظرك للرئيس السيسي في لقاءات اليوم؟ إلا أننا قلنا: "حين طالبه الشباب بعودة القطاع العام وسألوا عن مصير شركات قطاع الأعمال العام وكان رد الرئيس أن النظام الاقتصادي في الخمسينيات والستينيات كان له شكل وسمات معينة صنع وضعا معينا وربما استطاع خلق ثقافة معينة له.. وفيما بعد عند التحول لنظام السوق الحرة تم خلق وضع معين آخر، ثم تحدث الرئيس عن جشع بعض رجال الأعمال والتجار في انفرادهم بالمصريين في السوق المصرية"!


وأضفت: أما العبارة الأخرى كانت حين تحدث الرئيس عن التحديات التي تواجه التنمية ومشاريع الشباب فقال: أخطر ما يواجهونه هو الفساد والبيروقراطية"!

بهاتين العبارتين لخص الرئيس السيسي القصة وما فيها ويتأكد لنا كل يوم مدى إدراكه لما تعرضت له مصر من انتكاسة.. فالفساد وهو اختصار لعالم المال الحرام المتمثل في الرشاوى واستغلال النفوذ والدفع خارج القانون والابتزاز لا يمكن أن يتواجد غلاء في وجود بيروقراطية قاتلة ولا تبقي البيروقراطية القاتلة مستمرة رغم خسائرها وأضرارها ومساوئها إلا في نظام فاسد يحميها ويحمي الفاسدين!

وفي الخمسينيات والستينيات حين بنى المصريون القطاع العام وانطلقوا في نهضة صناعية وتعليمية كبرى ظلوا يخربونهما لسنوات طويلة فيما بعد وهنا يقول الرئيس إن النظام وقتها استطاع خلق ثقافة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ونقول إن هذه الثقافة هي التي دفعت الناس إلى تحمل أي أعباء والوقوف خلف قيادتها في السراء والضراء والانحياز للصناعة الوطنية وللمنتج الوطني مهما كان مستواه بوعي وبانتماء وطني لا مثيل له بينما غاب البعد "الثقافي" عن تحولات السبعينيات والثمانينيات فتحكمت في مصر رأسمالية مشوهة شرسة ومتوحشة لا تفكر إلا في الربح بل وفرض ثقافتها هي على المجتمع كله فكانت القيم الاستهلاكية الاستفزازية المتجاوزة لكل تصور التي دخلت حياة المصريين فجأة وسجلتها أعمال درامية وسينمائية عديدة وقد أشار الرئيس إلى سلوكيات بعض التجار في الجشع والتلاعب والتحكم في الأسواق!

تشخيص المرض أول خطوات العلاج.. والعلاج الصحيح أول خطوات الشفاء.. وإن سرنا هكذا بهذا الوعي فمصر ذاهبة إلى "الاتجاه الصحيح" أو "المنطقة المختلفة" كما قال وأكد الرئيس أمس لشباب الصعيد لكن هذه الرأسمالية المتوحشة لا تستسلم بسهولة ولن تقبل بهدم إمبراطوريات ضخمة تأسست وكبرت عبر سنوات طويلة وبعضها-بعضه- مرتبط بالخارج.. ولكن لهذا حديث آخر!
الجريدة الرسمية