رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «الزخرفة على الخشب» أنامل ذهبية في معرض الكتاب


يجلس منهمكا، في زاوية من زوايا معرض القاهرة الدولى للكتاب، واضعا أمامه لوحا خشبيا، يبدو وكأنه يتغزل فيه، ويخاطبه، ولِما لا وهو منذ أن كان في السابعة من عمره، لم يعرف صاحبا إلاه، ولم يجد مؤنسا سواه، فهو قرينه الذي لا يفارقه.


بدأت قصة العشق بين ياسين محمد أحمد، الذي يعمل بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وبين الحفر والزخرفة على الخشب، وهو في الصف الثانى الابتدائي، فقد ورث حبه لتلك الحرفة عن أبيه، الذي كان يعمل في صناعة الخيام، ومع تقدمه في العمر أصبحت هي مهنته التي لا يبخل عليها بإبداعه، وفنه، ولم يكتف بذلك بل سعى للحفاظ عليها وتطويرها وحمايتها من الزوال.


يشارك ياسين في معرض الكتاب سنويا، واضعا أمام عينيه حلما طال انتظار تحقيقه، وهو إحياء التراث، ويعبر عن حبه لمهنته ويصف نفسه بأنه "فنان" يحول قطعة خشب مستوية صماء، إلى لوحة فنية قيمة منقوش عليها أروع الكلمات، وأجمل الرسومات.


لم يلتفت ياسين للوم وعتاب بعض أصدقائه الذين يحبطونه، ويدعونه إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وشراء ماكينة حفر، بدلا من العمل اليدوى الذي يجهده، فيرد عليهم قائلا: "إن الشغل اليدوى جزء أصيل من تراث مصر، ولو تركته سيختفى".


واستفاد ياسين من التكنولوجيا بشكل آخر، فأنشأ صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" باسم أصحاب الأنامل الذهبية، ودعا إليها جميع عمال الحرف اليدوية، لإحياء التراث، والحفاظ عليه من الانقراض، وتوصيل فنهم إلى العالم.
الجريدة الرسمية