لأول مرة في تاريخه.. جناح خاص لـ«الأزهر» بمعرض القاهرة للكتاب.. «البحوث الإسلامية»: نموذج عملي يعكس رؤيتنا لـ«تجديد الخطاب الديني».. يعرض مخطوطات نادرة.. لجنة فتوى تجيب ع
في سابقة هي الأولى في تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب وتحديدا الدورة الـ48 بأرض المعارض في مدينة نصر يفتح جناح الأزهر الشريف أبوابه أمام الجماهير؛ عارضًا سلسلة من الإصدارات العلمية والمخطوطات النادرة لمجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية ومركزي الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، والأزهر للترجمة، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
تفاصيل هذه المشاركة والدافع الرئيسي وراء اتخاذ الأزهر الشريف بكافة مؤسساته لهذا القرار؛ كشف عنها لـ «فيتو» الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والتي نسردها في السطور التالية:
توجيهات الإمام
عفيفى أكد أن مشاركة الأزهر الشريف للمرة الأولى في تاريخه بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام في دورته الـ 48 بأرض المعارض بمدينة نصر؛ تأتي في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بضرورة التواصل مع جميع فئات المجتمع من خلال ميادين مختلفة، وتعريف الناس بدور الأزهر وجهوده المبذولة من خلال كافة الهيئات التابعة له.
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.. أوضح أن هذه المشاركة تأتي ضمن خطة تجديد الخطاب الديني التي يقودها الأزهر الشريف، موضحًا: «هذه المشاركة تعد تطبيقًا ونموذجا عمليا لرؤية الأزهر الشريف وخطته في مسألة تجديد الخطاب الديني من خلال الالتحام بالناس والنزول إلى الشارع والمواقع التي تكون نقطة تلاقي بالنسبة لمختلف الناس سواء في الداخل أو في الخارج؛ وكذلك من أهداف هذه المشاركة هو التأكيد على حضور الأزهر الشريف وتلاحمه مع الناس في أي مكان».
تظاهرة ثقافية
«عفيفي» أضاف أن هذه البادرة التاريخية، تعد تظاهرة ثقافية يتولى مجمع البحوث الإسلامية مهمة إدارة ملفها بمشاركة جامعة الأزهر وقطاع المعاهد الأزهرية والرابطة العالمية لخريجي الأزهر ومركزي الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، والأزهر للترجمة؛ مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يشارك بمجموعة قيمة من الإصدارات والدوريات والحوليات العلمية والأدبية والفكرية.
ومن أهمها: كتاب قيم يتضمن قرارات وتوصيات مجمع البحوث الإسلامية منذ إنشائه وحتى عام 2015؛ بالإضافة إلى سلسلة من تصحيح المفاهيم المتعلقة بالإرهاب والتكفير والغلو والتطرف والدولة والخلافة الإسلامية وغيرها من المصطلحات التي ترددها داعش وأحفادها، ونماذج من السلسلة العلمية لمجمع البحوث الإسلامية وعدد من مؤتمراته؛ بجانب عرض للمجلات العلمية التي تصدرها كليات جامعة الأزهر المختلفة؛ وهناك أيضًا مجلة «نور» التي تصدر عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر وهى خاصة بالأطفال.
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.. أشار إلى أن جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب يشهد عرضًا لصور بعض المخطوطات النادرة التي تعد كنوزًا محفوظة بالمكتبة المركزية للأزهر الشريف وغير الموجودة في أي مكتبة من مكتبات العالم؛ بالإضافة إلى عرض إلكتروني من خلال بانوراما الأزهر يسرد «ذاكرة وتاريخ الأزهر الشريف»، والهدف من هذه البانوراما هو إطلاع كافة زائري الجناح على تاريخ الأزهر بشكل عصري؛ مؤكدًا: «الأزهر الشريف يشارك بمجموعة قيمة من المؤلفات؛ وأود التنويه إلى أن ما يعرض في جناح الأزهر من كتب للعرض وليست للبيع؛ لأن المعروض أشياء يتميز بها الأزهر ولا توجد عند غيره».
لجنة فتوى
وأكد عفيفي أن هناك أعضاء من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف متواجدين بجناح المخصص له في معرض القاهرة للكتاب، ومهمتهم الإجابة على تساؤلات الناس؛ قائلًا: «هناك خدمة نوعية أود أن أشير إليها وهى أننا في مجمع البحوث الإسلامية قمنا بتكليف أعضاء من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بالتواجد داخل الجناح المخصص لنا على مدار الساعة طوال أيام المعرض، وذلك للإجابة على تساؤلات الناس وإصدار الفتاوى لهم بما يتواءم مع الواقع المعاصر وييسر عليهم ويرفع الحرج عنهم».
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.. أشار إلى أن الأزهر الشريف يعقد 4 ندوات خلال مشاركته في معرض القاهرة للكتاب؛يشارك فيها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد رئيس الجامعة، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق أمين عام بيت العائلة.
أكد أنه سيتم فتح حوار مجتمعي بين زائري الجناح وعلماء الأزهر الشريف المتواجدين بالمعرض؛ وذلك تماشيًا مع توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي شدد على ضرورة أن تكون قضايا الساعة هي المحور الرئيسي للحوار، ومن أهم هذه القضايا: المسائل التي تتعلق بتصحيح المفاهيم المغلوطة وبيان سماحة وحقائق الإسلام كما يراها الأزهر الشريف من خلال منهجه الوسطي بعيدًا عن الغلو والتطرف.
منارة العلم
وأشار عفيفي إلى أن الرسالة التي يودون توجيهها إلى العالم من خلال هذه المشاركة؛ هو التأكيد على أن الأزهر الشريف منارة علمية وسطية؛ دائمة العطاء والتواصل مع الناس، وكذلك بيان سماحة ومُثل واحترام الإسلام للآخر أيًا كان دينه أو مذهبه أو ثقافته والتأكيد على المواطنة وترسيخ مفاهيمها وأهمية تلقى المعلومة من المصادر الصحيحة بعيدًا عن أدعياء العلم ومن يحاولون أن يصدروا الإرهاب أو يشرعنون القتل والتفجير والتفخيخ إلى غير ذلك.