رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. بائعة البقدونس الكفيفة بـ«بهتيم»: نفسي في عمرة وسرير


تسعون عامًا من الكد والشقاء، ينبئك عنها تفاصيل تجاعيد أخفت ملامح وجه «ستيتة» أو أم مسعود - كما يطلقون عليها - تلك السيدة التي اضطرت وهي فاقدة البصر أن تعمل «بائعة بقدونس»؛ بسوق بهتيم في حي شبرا الخيمة.


أم مسعود.. واحدة من سيدات مصر اللاتي قضين عمرهن في العمل بشرف من أجل تربية «ابن وابنة» بعد أن فقدت العائل وأصبحت هي المسئولة عن تدبير متطلبات الأسرة التي سرعان ما غيب الموت واحدًا منها حين مات الابن الوحيد في العراق بعد سفره إليها بحثًا عن مصدر رزق يكفل من خلاله والدته وشقيقته.

أم مسعود.. تقطن منذ 40 عامًا داخل حجرة بالطابق الثاني في منزل متهالك بمنطقة بهتيم، وكل ما تملكه هو سرير محطم مسند إلى جدار حجرتها المتهدمة، وللتغلب على ضيق ذات اليد اضطرت للنزول إلى السوق وهي في التسعين من عمرها، والأكثر مأساة من ذلك أنها فاقدة للبصر.

بائعة بقدونس.. مهنة لم تخترها «أم مسعود»؛ ولكنها أجبرت عليها في هذه السن المتقدمة؛ من أجل توفير حفنة من الجنيهات تمكنها من شراء رغيف خبز تسد به جوعها الذي جعلها تعتاد على الصيام لأيام متواصلة، ليس تعبدًا وزهدًا؛ ولكنه توفيرًا لوجبة طعام تفطر عليها في المساء ولا تملك شراء غيرها.

«عمرة وسرير».. هكذا عبرت «أم مسعود» عن أمنياتها في هذه الحياة.
الجريدة الرسمية