رئيس التحرير
عصام كامل

فلان الفلاني اللي ضاع وسط الآلاف


تعجز كل كلمات اللغة العربية، بل كل لغات العالم أجمع عن وصف ثورة يناير 2011 ونبلائها الأطهار الأنقياء، لكن هناك فقط كلمات تقربنا من الحدث الجلل المقدس النبيل الشريف، الذي صنعه شرفاء نبلاء عظماء قلما يجود بهم الزمان، وما قدرناهم حق قدرهم بل شوهناهم، ونلنا منهم، وأكلنا لحومهم ميتًا بكل أسف، وأسى، وقهر.. لأول مرة أعجز عن التعبير عن نفسي وعن غيري، ومن أنا حتى أكتب عن هؤلاء!، ومن أنا حتى اقترب من رسل العزة والكرامة الذين انتقاههم واصطفاهم المولى لجواره، لكونهم من عباده المُخلصين!، فقط سأكتفي بكلمات الشاعر الموهوب المحترم النبيل "مصطفى إبراهيم" في وصفه لهم في قصيدته الرائعة: فلان الفلاني!


فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي ساعة لما بدأوا في ضرب الرصاص
فلان الفلاني اللي معرفش اسمه فادايمًا بقول يابن عمي وخلاص
فلان اللي سابلي بقيت سندوتشه ليلة لما شافني بغني وجعان
فلان اللي مش فاكر غير شكل وشه فلان اللي عداكي جوه الميدان
فلان اللي فتشني بالابتسامة فلان اللي قال هو فعلًا حيمشي
فلان اللي قاللي طريق السلامة ساعة لما قولنا زهقنا وحنمشي

فلان اللي مرضيش ياخد مني أجرة ساعة لما قلت إني رايح مظاهرة
فلان اللي قاللي حيتنحى بكرة وحنفرح ونرقص وراح تبقى سهرة
فلان اللي كان بيناولني القزايز ويقفلها بعد أما أعبيها جاز
فلان اللي يشرب ويسألني عايز؟ فلان اللي كان وشه مليان قزاز
فلان اللي مطلعش جوه البرامج وكان بس صوته في قلب الهتاف
فلان اللي راح أكل واستحمى فلان اللي ضايع في وسط الآلاف
فلان اللي غرقّلي خل الكوفيه وشالني ساعة لما جت طلقه فيا
فلان اللي مات يومها هتلزمله دية من ابن الفلاني اللي كل لحمه حاف.

فلان الفلاني.. رحمك الله وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلك رفيقا.
fotuheng@gmail
الجريدة الرسمية