سر غضب سيد حجاب من المجلس الأعلى للثقافة.. «تقرير»
في أروقة المجلس الأعلى للثقافة، كان للشاعر الراحل سيد حجاب - الذي وافته المنية مساء أمس، في مستشفى المعادي العسكري، بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بسرطان الرئة- ذكريات عديدة خاصة وأنه كان عضوا بلجنة الشعر في المجلس.
وكان يحضر الشاعر إلى أرض المجلس، ليشهد بعض الندوات واللجان التحضيرية للمؤتمرات والملتقيات الشعرية، ليرحل عنها تاركًا قصائده تصدح خلفه في قلوب موظفي المجلس الذين عرفوا فيه الشاعر والإنسان برقي ما قدمه.
ويقول أحد الموظفين الذي فضّل عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ"فيتو": "لم أر شاعرا قط في أخلاقه ورقيه الإنساني، فكان يدخل إلى المجلس ويخرج في صمت دون أن يشعر به أحد، فلا يحب الضجة التي يحدثها بعض الشعراء حولهم لكسب الشهرة، حتى إنه كان خجولا جدًا إذا مدحه أحد المعجبين، فتجده آنذاك يطأطئ رأسه شاكرًا ثم ينصرف في هدوء يليق برونق الشاعر في نفسه".
ويضيف: "كانت قصة صلاح جاهين هي أكثر القصص التي يتحاكى بها حجاب دائمًا، عندما قابل جاهين لأول مرة وأسمعه إحدى قصائده، ليقوم جاهين ويحتضنه في سعادة مفرطة قائلا "بقينا كتير"، قاصدًا بذلك شعراء العامية".
وأكد الموظف أن حجاب كان مقلا في حضور جلسات لجنة الشعر، وذلك بسبب اهتمام اللجنة الكبير بالشعر الفصيح عن العامي، مؤكدًا أن المرة الوحيدة التي رأى فيها حجاب غاضبًا بعض الشيء، كانت أيام ملتقى الشعر العربي في دورته الثالثة عام 2013، عندما استقرت لجنة الملتقى على إعطاء الشعر العامي ندوة واحدة فقط من ندوات الملتقى، في حين أخذ الشعر الفصيح نصيب الأسد، فقال حجاب آنذاك: "هوريكم الندوة الواحدة دي هيكون فيها حضور قد إيه!"، وبالفعل كانت ندوة العامية هي أكثر ندوات الملتقى حضورًا تلك الدورة.
وختم موظف المجلس تصريحاته لـ"فيتو" قائلا: "إنه لطالما سمعت حجاب يردد أن حلمه إقامة مؤتمر وملتقى خاص يهتم بشعر العامية.