نذير شؤم لسيناء.. تحذيرات إسرائيل تثير المخاوف من تكثيف العمليات الإرهابية..الموساد والشاباك لاعبان أساسيان..وقائمة أهداف خفية بينها التعتيم على نقل السفارة الأمريكية
التحذيرات الإسرائيلية لرعاياها بضرورة مغادرة سيناء فورا، وسط توقعات بعمليات إرهابية تضرب المناطق السياحية في سيناء، ليست مجرد إجراء احترازي على غرار ما يصدر من بعض الدول الغربية بين الحين والآخر لرعاياها المتواجدين في مصر.
حينما يأتى التحذير من بيت المؤامرات الدولية (الموساد)، يجب على جميع الأطراف توخى الحذر وأخذ الحيطة ورفع درجة الاستعداد، حديث كيان الاحتلال عن العمليات الإرهابية المتوقعة، ومطالبة رعاياه بمغادرة الجزيرة فورا مبشرا باستهداف أماكن سياحية في سيناء، يحمل دلالات خطيرة على امتلاك معلومات موثقة أو تحريك خلايا نائمة استغلالا لذكري ثورة 25 يناير.
تكثيف العمليات
مع تصاعد عمليات الجيش المصري لتطهير الجزيرة من العناصر الإرهابية، يبدو أن هناك تحركات خفية تهدف إلى إعادة المنطقة للفوضى الخلاقة وإنهاك الأمن المصري كهدف أولى على رأس قائمة من الأهداف للكيان المحتل الذي لم ينس خروجه من سيناء مجبرا عقب حرب 1973.
ويعد أبرز ما كتب في هذا الشأن ما أوردته صحيفة "المونيتور" الأمريكية حول سعى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للتواجد داخل سيناء عقب ثورة يناير، في ظل الحالة المترهلة للتواجد الأمني، وخطة الإخوان في تحويلها إلى نقطة توطين للعناصر الإرهابية.
وقالت المونيتور في تقريرها الذي نشر في سبتمبر 2014، أن الموساد والشاباك كثفا عملهما في سيناء، عقب سقوط جهاز أمن الدولة في عام الثورة، وأشار إلى عمليات تجنيد أشرف عليها ضباط الموساد لاصطياد عناصر ضعيفة النفوس تتحول مستقبلا إلى مراكز اتصال لإمداد الكيان الصهيونى بالمعلومات.
أطنان المتفجرات
هذا النشاط يبدو أن مصر الدولة تدفع ثمنه إلى الآن، من دماء أبنائها التي تراق على يد عناصر إجرامية متعددة المسميات، تحصل على أسلحة نوعية بطرق مجهولة يدلل العقل على انتقالها من جار السوء- تل أبيب- إليهم عبر النقاط الحدودية.
وخلال مشاركته في احتفالات الشرطة، أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي التأكيد على ضبط 1000 طن متفجرات، خلال الفترة الماضية، يبلغ ثمنها 400 مليون دولار، مشيرًا إلى أنه تم ضبط متفجرات بقيمة 30 مليون جنيه من مهرب واحد فقط.
حديث الرئيس عن هذه الكميات من المواد المتفجرة والتكلفة الباهظة لها في ظل التضييق على العناصر الإرهابية ومحاصرتها، لابد أن يؤخذ في عين الاعتبار، ويشير إلى أن ما يحاك يفوق قدرة التنظيمات أو الجماعات، ويمتد إلى ما هي أقوي معلوماتيا وماليا.
الأهداف الخفية
سيناء بالنسبة لدولة الاحتلال لا تقل أهمية عن الجولان السوري، تراها حديقة خلفية تحقق الأهداف الخفية، منها الاقتصادي المتعلق بتحقيق مكاسب هائلة من تحول تل أبيب إلى سوق بديل لمنتجعات الجزيرة المصرية، وأهداف سياسية وعسكرية تفوق أهميتها الموارد الاقتصادية، فإنهاك الجيش المصري في حرب عصابات مع عناصر إجرامية وتحويل الرمال إلى بحر دم، أعظم أهداف كيان ولد من عدم وتحول إلى أفعى تلدغ الجيران.
وقت مريب
وقت التحذير المريب الذي أطلقته دولة الاحتلال، يحمل دلالات أخرى تزامنا مع تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وإعادة تصدير أكذوبة محاصرة تل أبيب بالتنظيمات الإرهابية، للحصول على مكاسب جديدة من واشنطن في عهد الإدارة الجديدة، وهى لعبة تجيدها إسرائيل في تحريك الإرهاب بدول الجوار وتعاظم نشاطه بهدف عقد صفقات لى الذراع مع الغرب.
التحذير أيضا تم إطلاقه بالتزامن مع الجدل العربى والدولى المسار حول نقل سفارة أمريكا بدولة الاحتلال إلى القدس، ومن غير المستبعد أن يقدم الاحتلال على تحريك مخططاته بقوة في سيناء خلال الفترة المقبلة، لإلهاء مصر والعالم في حدث جلل جديد بهدف تمرير القرار وسط غفلة الجميع،وسواء صدقت وجهة النظر المتبينة للمؤامرة في هذا التحذير أم خابت وهذا أملنا كمصريين، لابد من رفع حالة التأهب الأمني لإرهاب أسود قادم من بطن الرمال وفوق الجبال.