رئيس التحرير
عصام كامل

عن رائف وسراج الدين وأبطال هذا اليوم!


رغم أن فؤاد سراج الدين الزعيم الوفدي فتح جريدته بعد عودة الوفد في الثمانينيات لبدء ثاني أكبر حملة تشويه في التاريخ ضد جمال عبد الناصر، بعد حملات الإخوان المسلمين، ورغم أنه فتح مجال التنافس في جريدته لمن يشتم ويشوه أكثر، ورغم أن جريدته أعادت-وقتها- إنتاج أكاذيب الإخوان في تسويد-من السواد- ثورة يوليو كلها بكل قياداتها، وليس جمال عبد الناصر وحده، حتى كان ذلك مقررا ثابتا في العدد الأسبوعي، وخصوصا للكاتب الصحفي الأستاذ سليمان جودة، ورغم أن سراج الدين استكتب في جريدته كل رموز ما قبل يوليو، وكل من أضير منها، وعلي رأسهم أحمد أبو الفتح الذي أسس في عام 56 إذاعة مصر الحرة من لندن وقبرص، ولعبت دور قنوات الإخوان الآن، بل بلغ بها الأمر إلى أن تطالب المصريين بالاستسلام أثناء تصديهم للعدوان الثلاثي، إلا أنه ومع كل ذلك وغيره فإن التاريخ يبقي تاريخا وتبقي السياسة سياسة.. الأول عين الحقيقة والثانية خصومات وتنافس لا ينبغي أن نحولها في وعي أجيال جديدة إلى حقائق ثم نصفها بأنها تاريخ..


ولذلك يجب أن تعرف هذه الأجيال أمجاد وبطولات أجدادهم لا أن يتعرضوا لما تعرضنا له قبلهم من حملات تزييف لا مثيل لها في تاريخ أي شعب.

اللواء أحمد رائف هو قائد الإسماعيلية الذي رفض إنذار الجنرال المجرم جورج إسكين ممثل الاحتلال البريطاني في منطقة القناة، الذي طلب إخلاء مديرية أمن الإسماعيلية، والانسحاب إلي القاهرة، وذلك لاشتداد العمليات الفدائية، واعتقاده أن الإسماعيلية هي المكان الذي يختبئ به هؤلاء الأبطال.. وكانت العمليات قد اشتدت بعد امتناع العمال المصريين عن العمل في معسكرات الإنجليز، وكذلك توقف تعاملات الشركات والمزارع المصرية عن توريد أي شيء لقوات الاحتلال.

اللواء رائف أبلغ فؤاد سراج الدين بأنهم رفضوا الإنذار.. أيد سراج الدين قرار رائف، وطلب منه عدم الاستسلام حتى آخر جندي، وعلي الفور حاصرت القوات البريطانية وعددها تجاوز السبعة آلاف ضابط وجندي مبني محافظة الإسماعيلية وما حولها، وكان عدد القوات المصرية يقل عن ثمانمائة ضابط وجندي وجهت إلى أماكنهم الأسلحة الثقيلة مع الخفيفة من بينهم 6 دبابات، وأمر المجرم البريطاني كينيت إكسيهام بإطلاق النار عند انتهاء أول مهلة للاستسلام، وعلي مدى ساعات طويلة بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 لتستمر المعركة عدة ساعات التزمت فيها القوة المصرية بتعليمات وزير الداخلية سراج الدين، ليتوقف القتال بالفعل كما أمر بنفاذ آخر طلقة ليصل عدد الشهداء إلى خمسين شهيدا وثمانين جريحا، ومئات الأسري اضطرت القوات البريطانية إلى أداء التحية لهم نظرا لشجاعتهم!

المصريون في تاريخهم بطولات لا حصر لها يتخلف الإعلام ومناهج التعليم عن تقديمها إليهم وتعريفهم بها، وإن كنا نلمح بعض التغيير في الإعلام إلا أن التعليم لم يزل يحتاج إلى ثورة في مناهجه تعيد صياغة الشخصية المصرية كلها، وخصوصا وقد عبرت أجيال مختلفة حاجز التعليم والتعلم، والأمل يظل في الإعلام وفي التثقيف الشخصي..
اعرف تاريخك المجيد يا مصري.. والمجد لكل شهداء هذا البلد الأمين العظيم..
الجريدة الرسمية