هز الوسط وضبط الأسعار
علاقة وثيقة بين فن الرقص الشرقي أو ما يعرف في أوساط المتخصصين من رواد شارع الهرم بفن هز الوسط، وأسعار السلع حاليًا في الأسواق، خاصة في ظل حالة التفاوت والتذبذب فيها، والتي ذكرتنا بعصر اريال التليفزيون المصنوع من "كوز الرش" ذلك الاريال الذي لم يكن مفيدًا بالدرجة الكافية لضبط الصورة لساعة بشكل مستقر.
وكي لا نطيل عليك عزيزي القارئ ففي سلسلة من الذكريات قد تبدو من خلالها أننا من سكان بلاد الواق واق خاصة وأن متابعينا الآن أصبحو ممن منحهم المولى سبحانه وتعالى فرصة العيش بعصر السماوات المفتوحة وشاهدوا جبروت "المدعوة مقصوفة الرقبة" السوشيال ميديا وقدرتها على تغيير العديد من الأمور بالواقع، لذا فإن هناك علاقة تكامل بين حالة الانفلات في أسعار السلع وبين هز الوسط.. فكلاهما في تزايد مستمر وثبات على الزيادة.
حتى إن محاولة شراء بعض المنتجات الأساسية للمعيشة بات يختلف من منطقة إلى أخرى، واختفى عنصر الثبات في قيمتها تمامًا وبات شعار فرد العضلات هو السمة الأكثر حضورًا بقاموس التجار ومعاملاتهم.
وفي كل بلاد العالم عظمى كانت أو حتى صغرى، تلعب الحكومات دورًا كبيرًا في السيطرة على أسعار السلع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن نظرًا لكون وزارة شريف إسماعيل لها من التميز والاختلاف عن مثيلاتها في دول العالم، ولأن حكومتنا تعد فصيلة نادرة يصعب تكرارها أو إيجاد بديل لها، كان تحركها في ذلك الملف على ذات القدر من حالة الاختلاف التي حباها المولى سبحانه بها، لتمر على أذانهم وأعينهم أسعار السلع ولا يفعلون شيئًا كأنهم لم يروا أو يسمعوا شكاوى المواطنين منها.
الارتكان إلى حملات على الأسواق من وقت لآخر تقوم بها الجهات الرقابية في جهد مشكور لها بالتعاون مع مؤسسات أخرى بالدولة، لن يكون سوى مسكنات لا تجدي مع جرح غائر لارتفاع الأسعار، امتد ليصل جميع الطبقات وكرس لتقسيم المجتمع إلى طبقتين فقط هم الأغنياء والفقراء ليقضي بذلك على الطبقة المتوسطة التي أصبحت تواجه مصير الديناصورات تمامًا في الانقراض.
وزير التموين الذي جاء لمنصبه بحملة تبشير أشعرتنا أنه سيكون المخلص لنا من غول الأسعار وعدم توافر السلع الأساسية، لم يقدم أي جديد في ملف ضبط الأسعار أو توفير السلع الرئيسية، وظهر ضعف أدائه خلال أزمة السكر، كما أن السيطرة والرقابة في وزارته على عمل البقالين التموينيين غير موجودة، بشكل يؤكد أن عبارة "وصول الدعم لمستحقيه" أصبحت عبارة سيئة السمعة و تخطئها دائمًا أذان مسئولي التموين، بل أصبح العزف المفضل لديهم طنش تعيش وكله تمام.