رئيس التحرير
عصام كامل

ما بعد مكالمة ترامب والسيسي


لست من هؤلاء الذين يراهنون على رضاء أجنبي وخاصة أمريكى علينا، بل اعتبر ذلك أمرا سخيفا يسيء إلى من يقوم به أو يسعى إليه.. غير أننى مع ذلك أرى أن الاتصال التليفونى الذي أجراه الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب مع الرئيس السيسي أمر إيجابي ويدعو إلى التفاؤل في إمكانية صياغة علاقة أفضل بين مصر والولايات المتحدة..


علاقة تخلو من الضغوط الثقيلة التي كانت تمارسها أدارت أمريكية سابقة علينا والتي وصلت ذروتها إلى درجة التدخل لصياغة أوضاعنا السياسية من خلال فرض حكم الإخوان الفاشى المستبد علينا، ثم عقابنا لأننا انتفضنا على هذا الحكم نبغي التخلص منه وإنقاذ كيان دولتنا الوطنية من التفويض وهويتنا الوطنية من الضياع والذوبان في هويات أجنبية.

لقد جاء هذا الاتصال التليفونى لترامب بالرئيس السيسي في رابع يوم له بالبيت الأبيض.. كان هو الاتصال الأول مع أي قائد أو رئيس عربى.. والأهم أنه تضمن تجديدًا لتعهد ترامب سواء قبل انتخابه أو بعد ذلك بالتعاون مع مصر في حربها ضد الإرهاب.. وتضمن تعهدًا آخر باستمرار المساعدات العسكرية لمصر التي سبق أن أوقفها سلفه أوباما.. واقترن هذا الاتصال التليفونى بين ترامب والسيسي بمعلومات مهمة تفيد تمهل الرئيس الأمريكي في نقل سفارة بلاده في إسرائيل.. باختصار الحصار الأمريكى الذي كان مفروضًا علينا مرشح للانتهاء، إذا ما نجح ترامب في فرض رؤاه على كل المؤسسات الأمريكية.
الجريدة الرسمية