رئيس التحرير
عصام كامل

سامح شكري.. أولا!


ربما كان اسم السيد "سامح شكري" أول الأسماء التي سيبحث عنها المصريون عند الإعلان عن التعديل الوزاري الجاري الإعداد له الآن.. وربما كان أكثر الأسماء التي سيصدم المصريون أن غابت عن التشكيل وسيربطون قطعًا بين ذلك وبين إعادة صياغة السياسة الخارجية المصرية الفترة المقبلة!


صحيح الخارجية مثل الدفاع تمامًا لا يعبر القائم عليها عن نفسه بقدر تعبيره عن سياسة الدولة التي يمثلها لكن علينا أن نعترف أن سامح شكري عبر عن السياسة الخارجية المصرية، كما ينبغي فضلًا عن القدرات الخاصة وحجم الثقة التي تمتع بها وسمحت له أن يكون ندا للغطرسة الأمريكية الفترة الماضية، ليس فقط في مواجهة التصريحات الاستفزازية للخارجية الأمريكية من هيلاري إلى كيري وإنما أيضًا بلغت حد الاحتجاج على سلوكيات الداخل الأمريكي وإلى استدعاء السفير الأمريكي بالقاهرة وتوبيخه في قلب الخارجية المصرية بالقاهرة احتجاجًا على استقبال واشنطن لما يسمى بـ"برلمان الإخوان" كما أن الجميع يشهد بعودة السلك القنصلي إلى القيام بواجبه مع المصريين في الخارج ضد أي اعتداءات أو انتهاكات مخالفة للقانون أو لكرامهتم الوطنية والشخصية!

سامح شكري بقياس الأداء -والرجل لا يعرف الراحة- سيكون في صدارة الوزراء الذين يؤدون واجبهم حتى استطاع هندسة السياسة الخارجية المصرية تجلت في عودة العلاقات مع أوروبا ومع أفريقيا، وربما أكثر مما كانت عليه قبل 30 يونيو وحافظ على التوازن مع إيران ولم ينزلق لمناوشات معها من أي نوع وادار الملف السوري، وفق معطيات الواقع ومد جسور العلاقات إلى أمريكا اللاتينية ووضع مصر كصاحبة الكلمة المهمة في عدد من الملفات، أبرزها ليبيا!

سامح شكري عبر عن السياسة المصرية وتوجهاتها -حتى في تعامله مع تشابكات وتعقيدات أزمة سد النهضة- والاحتجاج عليه احتجاج على السياسة المصرية، وبالتالي فلا معنى لغيابه عن التشكيل الوزاري الذي يجري!

لماذا نقول ذلك ؟ لا نكتب ذلك بالضرورة لشائعات هنا أو لتسريبات هناك وإنما من حقنا إعلان دعمنا لأبرز وزراء مصر الآن وأفضل وزراء الخارجية الفترة الأخيرة والتأكيد على الأمل في استمرار في مسئولياته تمامًا، كما أعلنا رغبتنا في استبعاد وزراء آخرين انتهى دورهم ولم يقدموا شيئًا ولن يقدموا -أن استمروا- أي شيء!
الجريدة الرسمية