رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء ينتقدون حديث محافظ المركزي عن نجاح «التعويم».. «النحاس»: تصريحات وردية والسوق السوداء عادت.. تكلفة خسائر القطاع الاقتصادي وصلت لـ 900 مليار جنيه.. و«الحماقي»: أصاب


أثارت تصريحات طارق عامر، محافظ البنك المركزي، حول نجاح تعويم الجنيه، وإجراءات تحرير سعر الصرف، غضب خبراء الاقتصاد، معتبرين إياها بعيدة عن الواقع، نظرًا لحالة التضخم والنتائج السلبية التي شهدتها العديد من القطاعات، وأن الآثار الإيجابية لم تتضح بشكل كامل.


نجاح تحرير الصرف
محافظ البنك المركزي، أكد خلال اجتماع مع لجنة الشئون الاقتصادية، أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بشأن تحرير سعر الصرف ناجحة، بدليل زيادة تحويلات المصريين بالخارج للبنوك، وزيادة حجم الاحتياطي النقدي، مؤكدًا ضرورة ترجمة هذه الإجراءات والأرقام إلى سياسات يشعر بها المواطن البسيط.

وأشار «عامر» إلى أن جميع الإجراءات النقدية التي اتخذت مؤخرًا من قبل البنك المركزي صحيحة، والتي كان الهدف من تطبيقها النهوض بالاقتصاد المصري، وإنقاذه من الفخاخ التي كانت تنصب له في السابق، محملًا الحكومة أي تقصير أدى إلى ارتفاع الأسعار على المواطنين.

تصريحات وردية
تلك التصريحات اعتبرها خبراء ومحللون «وردية» إلى حد كبير، حيث رأى الدكتور وائل النحاس، الخبير المالي والاقتصادي، أن تصريحات محافظ البنك المركزي حول نجاح إجراءات تحرير سعر الصرف تعتبر نوعًا من «السذاجة»، مشيرًا إلى أن تعويم الجنيه نجح في القضاء على السوق السوداء لفترة صغيرة، لكن سرعان ما عادت مرة أخرى.

خسائر بالمليارات
وأضاف «النحاس» لـ«فيتو»، أن الخسائر التي يعاني منها الاقتصاد تتوالى يومًا بعد يوم، والدين الخارجي وفوائده شهد زيادة، مؤكدًا أن التكلفة النهائية لتلك الخسائر وصلت إلى 900 مليار جنيه.

ولفت إلى أن البنك المركزي كان يجب عليه اتخاذ إجراءات احترازية لتجنب حدوث التضخم، والتقليل إلى أقصى درجة ممكنة من الخسائر المتوقعة.

التعويم "صاعقة"
كما أكدت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد، أن زيادة تحويلات المصريين في الخارج أمر إيجابي، لكن دون المتوقع، موضحة أن لتحقيق الاستفادة الممكنة كان لابد من وجود إجراءات لحماية الجنيه من «الغرق».

وأشارت «يمن»، خلال تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إلى أنه كان من المتوقع حسبما صرحت الحكومة أن يكون التعويم مدارًا، لكن ما حدث يعتبر تعويم كامل، موضحًة أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحرير سعر الصرف أصابت القطاع الصناعي بصاعقة، وكثير من المصانع أغلقت لعدم قدرتها على التكيف مع الأوضاع الجديدة.

وأضافت الخبيرة الاقتصادية أن التحويلات زادت بسبب اقتصارها على الجهاز المصرفي، ومنع ما دون ذلك، ما استتبعه ضخ العملة الأجنبية عن طريق صندوق النقد.
الجريدة الرسمية