دونالد ترامب يواصل حربه على الإعلام.. الإدارة الجديدة مستاءة من تغطية حفل التنصيب.. تصف إعلاميي أمريكا بالمخادعين.. تحذيرات من اختفاء الثقة بين الجانبين.. والرئيس يهاجم الصحفيين عبر «تويتر»
لم يمضِ أسبوع واحد على تنصيب "دونالد ترامب" رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، إلا وبدأ مع فريقه حربًا ضد وسائل الإعلام في بلاده.
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير الضوء على حرب "ترامب" على الإعلام بعد تغطية حفل تنصيبه التي أدهشت المعلقين والمحللين السياسيين.
شرارة الحرب الجديدة
بحسب "بي بي سي"، في نسختها بالإنجليزية، فإن إدارة "ترامب" مستاءة من الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية بشأن الفرق بين عدد الحضور في حفل تنصيب الرئيس السابق "باراك أوباما" عام 2009 وعدد الحضور في حفل تنصيب "ترامب"، يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى صور المسيرة النسائية.
تحدت إدارة "ترامب" بغضب تقارير الصحف الأمريكية بشأن أعداد الحضور، ووصف "ترامب" الصحفيين بأنهم أكثر البشر المخادعين على كوكب الأرض.
وفي أول مؤتمر صحفي له، وصف المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبيسر" أعداد حضور حفل تنصيب "ترامب" التي ذكرتها وسائل الإعلام الأمريكية بالأكاذيب.
طرق الرئاسة الجديدة
ووصفت الإذاعة اللغة الحادة المستخدمة بين مكتب الرئيس الجديد "ترامب" ووسائل الإعلام الأمريكية بـ"غير المسبوقة"، مؤكدةً أن هذا يعني أن "ترامب" اختار الاعتماد على طرق جديدة لإيصال رسائله.
وكان "ترامب" قبل أيام من تنصيبه رئيسًا، برر استخدامه المبالغ فيه لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا: "أتعرض لحملة صحفية غير أمينة وهذه طريقتي الوحيدة للمواجهة".
ووفقًا للإذاعة البريطانية، فإن أسلوب المتحدث باسم البيت الأبيض القتالي، أجبر بعض وسائل الإعلام رفيعة المستوى على إعادة التفكير بشأن كيفية نشر بيانات البيت الأبيض في المستقبل.
مشاعر سلبية
وأشارت إلى توتر العلاقات بين وسائل الإعلام الأمريكية و"ترامب" منذ وقت حملته الانتخابية عندما حظر تغطية بعض الصحف مثل صحيفة "واشنطن بوست" لمسيراته، فضلا عن مهاجمته للإعلاميين لعدم رصدهم الحشود الكبيرة في مسيراته وتشجيع أنصاره على ضرب الصحفيين في فعالياته.
واتهم "ترامب" وسائل إعلام النخبة مثل "نيويورك تايمز" و"سي إن إن" بعدم رغبتهم في الاستماع لصوت المواطنين العاديين، ونتيجة لذلك، فضل "ترامب" مواقع الأخبار الموالية لليمين عن المصادر التقليدية، لدرجة أنه عين رئيس تحرير شبكة "Breitbart" الأمريكية السابق "ستيفن بانون" كبير الاستراتيجيين في فريقه.
ومن أبرز معالم الحرب بين "ترامب" ووسائل الإعلام، انتهاز الصحفيين للتضارب في تصريحات الرئيس بنشر تحقيقات في موضوعات مثل تهربه من الضرائب.
ووصل القتال لذروته، عندما كشفت العديد من الصحف تحقيق وكالة المخابرات الأمريكية في تقرير بشأن ابتزاز روسيا لـ "ترامب"، وهو ما أنكره الطرفان.
وفي مؤتمر صحفي ساخن، هاجم "ترامب" وسائل الإعلام ورفض أي أسئلة من مراسل "سي إن إن" التي وصفها بالمريبة، وتتاجر في الأخبار الكاذبة.
اختفاء الثقة
نقلت الإذاعة تحذير مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية من تأثير اختفاء الثقة بين الجانبين، لافتةً إلى سؤالها: "تكذبون بشأن أشياء صغيرة، فكيف سيصدق أي شخص ما تقولونه بشأن الأمور المهمة؟".