رئيس التحرير
عصام كامل

7 أسباب وراء تشجيع الفتيات لـ«سينجل مازر».. وسائل التواصل الاجتماعي والوحدة والعنوسة الأهم.. عبد الله: فشل منظومة الزواج ضمن الدوافع.. وتهميش المجتمع ساعد في تفاقم الأزمة


اجتاحت فكرة "سينجل مازر" المجتمع المصري مؤخرًا، بعد أن فجرتها "هدير مكاوي"، الفتاة التي ارتبط اسمها بالمفهوم، بعد أن قررت الاحتفاظ بإبنها الذي أنجبته ورفض الأب الاعتراف به، فأصبحت حديث "السوشيال ميديا "في مصر والعالم العربي خلال الفترة الماضية، يعتبرونها مجرد زوبعة ستنتهي بعد فترة وجيزة.


واقعة جديدة
ولم يمض على تلك الواقعة سوى أيام، حتى قررت فتاة تبلغ من العمل 35 عامًا تدعى "شريهان نور الدين"، إنشاء صفحة على "فيس بوك تحت عنوان" "بشتري راجل"، بثت من خلالها فيديو يعبر عن رغبتها في شراء حيوانات منوية لإنجاب طفل، لكن دون زواج، نظير مبلغ خيالي من الدولارات.

وسائل الاتصال
في نفس السياق، يقول "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي، إن تلك الظاهرة التي انتشرت مؤخرًا في مصر، معترف بها في المجتمع الغربي، بالمعاشرة بين الأصدقاء، وإن لم يوفقوا ينفصلون ويعيش الطفل مع أمه دون اعتراف الأب، ذلك الأمر متعارف عليه وطبيعي جدًا في المجتمع الغربي، منوهًا أنه اكتسب المصريين تلك العادة نتيجة التطور في وسائل الاتصال الحديثة.

ثقافة إنسانية
وتابع الباسوسي: "نحن على يقين دائمًا، في علم النفس، أن السلوكيات التي كنا نرفضها في المجتمعات الغربية، سيأتي عليها وقت وستصل للمجتمع المصري بفعل تطور وسائل الاتصال الحديثة، لأن تلك السلوكيات ثقافة إنسانية، لا تفرق بين مصري أو صعيدي أو غربي، ولكنها ترتبط بالإنسان بصفة عامة".

أسباب اكتسابها
وأضاف الباسوسي، أنه عندما جاءت تلك العادة المكتسبة للمجتمع المصري، اصطدمت بضغوط اقتصادية، ومشاعر الخوف من العنوسة والوحدة، وسيطرة حلم الأمومة على جميع الفتيات، خاصة أنهم لا يعتبرون أنفسهم سيدات إلا بالحمل والولادة، فضلًا عن أن الزواج لم يعد رابطة مقدسة، وأصبحت مخلخلة وتنهار لأي سبب، وبالتالي تفضل الفتيات البعد عن المشكلات الأسرية وإنجاب أطفال دون زواج، استنادًا لما يحدث بالغرب.

المجتمع مهيأ
وأضاف أن المجتمع المصري مهيأ تمامًا لاكتساب تلك السلوكيات الدخيلة، وأصبح مهشش وقادر على التخلي بسهولة عن أخلاقه وقيمه، لما يواجهه من ظروف عصيبة اجتماعيًا وسياسيًا، ومن هنا ينبغي على الباحثين والمسئولين التعامل بجدية من ظاهرة الانتقال الثقافي، بتهيئة المناخ والاستعداد لتلك السلوكيات المكتسبة، وصدها بالقيم والأخلاق والتقاليد المصرية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلًا من أن يداهمنا هذا الوباء، منوهًا إلى انتشار تلك السلوكيات على وسائل الإعلام يدق ناقوس الخطر.

فشل الزواج
ومن جانبه، قال "أحمد عبد الله" أستاذ طب النفسي بجامعة الزقازيق: " اللي مايشفوش من الغربال يبقى أعمى"، مشيرًا إلى أن منظومة الزواج وصلت في مصر لفشل ذريع، واحتلت مصر أكبر نسبة في معدلات الطلاق حالة كل 4 دقائق، منوهًا إلى إقبال الفتيات على الزواج الغرض منه الإنجاب، كما أنها تريد البعد عن المشكلات الأسرية، فكان ذلك تربة خصبة لاحتواء هذا الفكر الغربي المماثل لـ"ذكر النحلة"، وتلقيها للأنثى والموت بعد ذلك، للحفاظ على النسل.

المواجهة
وعن كيفية مواجهة ذلك السلوك، يرى "عبد الله" أن كل سلوك بحاجة إلى التعرف على احتياجاته التي أوردته، واحتياجات هذا السلوك الحاجة للأمومة والبعد عن المشكلات الزوجية، فلم تنتهي هذه الاختراقات إلا إذا توافرت تلك الاحتياجات.


الجريدة الرسمية