عم أيوب في حضرة الرئيس !
السطور التالية لقصة حقيقية.. ربما بعضكم سمع بها أو قرأ عنها أو مرت أمام عينيه دون التوقف عندها.. لكنها تستحق القراءة وتستحق التوقف وتستحق التأمل بل أكثر.. هذه القصة لرجل يهزم الزمن ويقاوم الطبيعة التي خلق الله البشر عليها.. هذه القصة لرجل يضرب المثل في العفاف فيبدو غنيًا فيصدق عليه قول الله تعالى "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"، ونقول: سكان المطرية يعرفونه بالاسم.. ويتهامسون بقصته أو يردونها مندهشين متعجبين لكنهم في كل الأحوال يقدرونه ويحترمونه.. ويحبونه !
عم أيوب.. ستون عامًا من الإقامة في منطقة شجرة مريم الشهيرة بحي المطرية الشهير.. أكمل عامه الرابع والثمانين بالتمام والكمال.. توفيت زوجته قبل عدة سنوات وتركه ابنه الوحيد وتزوج قبل رحيلها أيضًا بسنوات وفي الحالتين لم يهزمه الحزن ولم يغلبه ألم الفراق ولم يتغلب عليه وجع رحيل الأحباب إلى الآخرة أو إلى حي آخر بعيد!
الابن ولد بإعاقة جسدية ومع ذلك حاول أن يساعد والده بأي شيء حتى لو قليل.. الأب المسن شيخ المطرية يرفض أي محاولات لذلك ويغضب من كل التلميحات التي تحاول أن تقنعه بأن يرضى بما يقدمه له راضيا مرضيا.. إلا أنه يرفض.. أهالي المنطقة والجيران يحاولون مساعدته ويرفض.. يرسلون إليه سرا وعلنا ويرفض.. يذهبون إليه في الخفاء يقدمون ما يقدرون عليه ويرفض!
هل تظنون -وبعض الظن إثم- أن له مصدر دخل يغنيه عن السؤال؟ هل تعتقدون أن عائد أرض مؤجرة أو عمارة في المنطقة تصله كل شهر فيعيش منها؟ هل تعتقدون أن له معاشا كبيرا يحميه من غدر الزمان ويوفر له قدرا مستحقا لشيخ مثله من الحياة الكريمة؟
ليس شيئا من كل ذلك صحيحا.. عم أيوب يقيم في شقة صغيرة شهد كل من رآها أنها تهدمت من داخلها وخارجها وباتت خطرا عليه إلا ذكرياته فيها وأجرتها البسيطة السبب.. إلا أن عم أيوب وهو في هذا العمر يكد ويتعب.. يشقي ويعمل.. ولا عمل يجده -وربما لن يصدق الكثيرون- إلا تنظيف البيوت !!
عدة عمارات في حي الزيتون المجاور يمسح "السلالم" من أولها إلى آخرها.. من أعلاها إلى أدناها.. يذهب يوميا إلى عمارة منها وليس مهما عدد أدوارها ولا مساحتها.. إنما المهم -عنده- أن يؤدي عمله بأمانة وبما يرضي أصحاب العمل.. ربما ستصدمون -أعزاؤنا القراء- إذا علمتم أن العمل في عمارات حي الزيتون والحلمية كانت فرصة لمنحه - تحت غطاء العمل- أموالا تستره وتريحه وتعينه على حياته، لكن الصدمة عندما نعرف أن كل عمارة يحصل منها على عشرة جنيهات كل مرة!
فيتجمع من كل منها على أربعين جنيها شهريا أي لا يصل دخله إلى الــ 300 جنيه بأي حال من الأحوال!! رغم الصقيع الذي نعاني منه وبرد الشتاء القارس القاتل الذي يحرك الشجر والجبال إلا أنه لم يحرك قلوب هؤلاء وربما كل منهم ينفق في المقاهي وغيرها أضعاف ذلك المبلغ إلا أن الشطارة تتجلى أحيانا -وباتت أحيانا كثيرة- على الغلابة والبسطاء والضعفاء.. لكن يبقى عم أيوب الشريف العفيف أكبر من كل هؤلاء.. وأكرم عند ربه منهم جميعا..
وهنا.. والرجل بلغ من العمر ما بلغ أن نرفع الأمر مباشرة إلى الرئيس السيسي وقد خبرنا مدى تعاطفه مع هؤلاء.. ونرى الانحياز المطلق ونرى التواضع وأحيانا الدموع ولذلك نرى أن شيخنا الجليل عم أيوب ليس أقل من منى فتاة الإسكندرية وقد عوضها الرئيس عن شقاء سنوات طويلة وهي بالقياس أقل من نصف عمر -شقاء- عم أيوب..
نناشد الرئيس السيسي -وكل الثقة في سيادته- التدخل ليرتاح عم أيوب ما أذن الله له أن يتبقى من عمره.. وأن يعوضه قدر ما يستطيع واعتقادنا أن عم أيوب لن يرد مساعدة الرئيس فله في مال بلده حق ونصيب..
وندعو كل من يتعاطف مع صاحب القصة أن ينشرها.. ليس فقط كي تصل إلى الرئيس السيسي.. وليس فقط لصناعة رأي عام.. وليس فقط لكي يتعلم من يقبلون على انفسهم البقاء عالة على غيرهم عسى أن يكون لهم في عم أيوب مثل وقدوة.. وليس فقط لتكريم عم أيوب نفسه بنشر قصته في كل مكان.. وإنما ينشروا قصته -هذه- لكل الأسباب السابقة مجتمعة!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد..