رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب وخلط الدين بالسياسة!


في دولة العلمانية الأولى في العالم والتي تعتبر نفسها زعيمة العلمانية، كان الدين حاضرا جدا في مشهد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ترامب.. لقد بدأ ترامب يوم تنصيبه بزيارة لكنيسة سان جون في واشنطن لحضور قداس ديني، كما جرت العادة بالنسبة للرؤساء السابقين..


أما في حفل تنصيبه فقد استعار أكثر من متحدث عبارات من الكتاب المقدس «الإنجيل».. كما شارك وتحدث ثلاثة من رجال الدين، اثنان من رجال الدين المسيحي يمثلان طائفتين مختلفتين، والثالث من رجال الدين اليهودي.. أما ترامب نفسه فقط استخدم هو الآخر في كلمته للأمريكيين في حفل تنصيبه بعد أدائه القسم بعض العبارات من الإنجيل، وهو لا يعرف بتدينه، كما وجه دعاء إلى الله ليساعده من أجل النهوض بأمريكا!

ومع ذلك لم يخرج أحد في أمريكا لينتقد ترامب بأنه يستثمر الدين، أو يخلط الدين بالسياسة، ويوظفه في أعمال دنيوية.. كل ما أثير من ملاحظات كان يتعلق بعدم حرصه على اختيار رجل دين إسلامي ليلقي كلمة في الحفل بجانب رجال الدين المسيحي واليهودي والذي اعتبروه موقفا غير طيب من الرئيس الأمريكي الجديد تجاه المسلمين الأمريكيين، فإن الجميع يعرفون أن ذلك الحضور الديني في حفل تنصيب ترامب هو لا يتجاوز الطقوس الاحتفالية والمراسيم ولا يعد خلطا للدين بالسياسة في أمريكا.

لكن لو حدث ذلك في مصر لانتفض البعض غاضبا ولقامت الدنيا ولم تقعد ويعتبر البعض ذلك خلطا للدين بالسياسة.. ألم يخرج علينا البعض قائلين إنه مادامت الاحتفالات الرسمية تبدأ بإلقاء آيات من القرآن فإنه لا أمل في فصل الدين عن السياسة؟! قالوا ذلك غير مقدرين مواقف يتبناها بوضوح لا تخطئه عين رئيس الدولة حول مبدأ المواطنة والرافض خلط السياسة بالدين.
الجريدة الرسمية