رئيس التحرير
عصام كامل

تواضروس في أربعين شهداء «البطرسية»: سطروا صفحة جديدة بتاريخ الكنيسة


قال تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن اجتماع الكنيسة والرعية في تذكار اربعين شهداء الكنيسة البطرسية ليس لاستعادة تذكار الأحـزان، بينما للنظر إلى الباقة التي ذهبت للسماء ومعهم قلوبنا، مضيفًا: "نرفع عيوننا إليهم وننتظر اكتمال مسيرة حياتنا لنكون مع القديسين".


ولفت بابا الإسكندرية إلى أن قلب الإنسان لا يجب التعلق بالأرض أو أمورها، وإنما يرتبط بالسماء وتكون حاضرة أمامه متطلع للآخرة.

وأضاف "تواضروس" خلال كلمته بقداس الأربعين لشهداء الكنيسة "البطرسية"، أن شهر يناير الموافق "طوبة" القبطي يشهد الاحتفال بتذكارات شهداء، ومنها بيت لحم ضمن أول شهداء القرن الأول الميلاد، والشهيدة العفيفة دميانة وصديقتها الأربعين والأمير تادرس ويوحنا المعمدان، مستشهدًا بمحطات تاريخ المسيحية".

وتابع: «إننا نعيش في الزمان، ونرى منا من يقدم نفوسهم وأجسادهم بالزمان الحالى شهداء للمسيح، وأنها خطوة جديدة وامتداد إلى رحلة طويلة بدأت منذ قرون وقرون».

وعن شهداء البطرسية، قال: «إن الشهداء رفعوا قلوبنا للسماء وصلواتنا بأصوات مستمرة، وعلينا الالتفات إلى أن الإنسان على الأرض لا يجد تعزية من البشر بينما تأتيه من الله، وعندنا نرفع قلوبنا نسبح الله ونمجد ونرفع اسمه والشهداء زادوا فينا محبة الصلاة والحديث مع الله والاعتماد على قوة الصلاة ونثق أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله».

وأكد أن الآباء والقديسين رسخوا ضرورة الاستعداد يومًا للقاء الله، مستشهدا بما ورد بالكتاب المقدس عن الاستعداد ليس بالسهر وإنما استعداد القلب والاحتراس من الانحراف أو السقوط في خطية.

وذكر "تواضروس" أن الاستعداد يبدأ منذ الصغر مما يجعل الكنيسة حريصة على أن الأطفال تنال المعمودية بعد أيام قليلة من ولادتهم ولو كان طفلا لم يكتمل نضوجه، منوهًا إلى أن شهداء البطرسية قدموا درسا في حياة الاستعداد.

واستطرد: "إن اجتماعنا اليوم رسالة ليطرح الإنسان كل رياء من قلبه لأنه يسرق كل حياتك وكن صادقا مع نفسك ومن تعيش معهم، ولا يعيش الإنسان في مكر وخبث، بينما كانوا بسطاء كالحمام وحكماء كالحيات، فإن الحمام بسيط ونقى ولكنه يحتاج للحكمة، أما الحكمة دون بساطة تصير أحد أنواع الخبث والمكر، وإن كانت نقاوة وبساطة دون حكمة صارت سذاجة".

واختتم قائلا: "عندما نودع الشهداء ونقرأ حكايات وقصصًا عنهم وكان الله اختارهم ودبر التوقيت، ولاسيما أنه لا شيء يتم على الأرض دون السماح من الله وباختياره ليعلمنا دروسًا كثيرة ويكتب صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة والشهداء، كما نقرأ بالسنكسار والمعنى بسير الشهداء.. ها نحن نشهد صفحة جديدة تكتب في زماننا بدمائهم ويصيروا لنا شفعاء بالسماء ومصدر إلهام وصلوات".
الجريدة الرسمية