رئيس التحرير
عصام كامل

«فالس» يدفع ثمن شعبية «هولاند» المتدهورة في انتخابات فرنسا


دفع رئيس الوزراء الفرنسي السابق "مانويل فالس" ثمن شعبية الرئيس "فرانسوا هولاند" المتدهورة، وصداقته وعمله السابق معه واحتل المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل.


وأظهرت نتائج الجولة الأولى التي جرت أمس الأحد، أن مزاج ناخب اليسار الفرنسي، يتجه إلى المزيد من التشدد بعد حصول الراديكالي "بنوا هامون 49 عاما" الذي يمثل جناح اليسار على المركز الأول بنسبة 36.21 % من الأصوات، متفوقا بأكثر من 4% على مثل جناح اليمين وصديق "هولاند" ورئيس وزرائه السابق "فالس" الذي احتل المركز الثاني بـ31.56 %.

ويحتاج "فالس" البالغ من العمر 56 عاما إلى معجزة للفوز بالجولة التمهيدية الثانية المقررة يوم الأحد المقبل، في مواجهة "هامون" الذي يحظي بدعم قطاع واسع من الشباب، خاصة أنه يرفع شعار زيادة معاش الضمان الاجتماعي وإعانة البطالة، إلى 750 يورو شهريا.

ويلعب "هامون" على وتر اليساريين والمتعطلين عن العمل،مؤكدا اعتزامه تخصيص أكثر من 300 مليار يورو للمساعدات الاجتماعية، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعاني منه فرنسا.

ويغازل "هامون" قطاع عريض من رجال الأعمال وأصحاب المصانع، من خلال تبنيه سياسة خفض الضرائب، وهو ما دفع عددا كبيرا منهم إلى إطلاق لقب "الرجل الشجاع" عليه.

وفي الوقت الذي فشل فيه "فالس" في حشد صفوف تيار الوسط داخل الحزب، بسبب سياسات "هولاند" المثيرة للجدل نجح "هامون" في استقطاب عدد كبير منهم إلى معسكره، وأعلن عدد كبير منهم اعتزامهم التصويت لصالحه في الجولة الثانية.

وضمن "هامون" أيضا الفوز بأصوات المرشح الخاسر في الجولة الأولى "أرنو مونتبور"، الذي احتل المركز الثالث بعد حصوله على أكثر من 17.69% من الأصوات.

ودعا "مونتبور" أنصاره بشكل صريح إلى التصويت لـ"هامون" في الجولة الثانية، مؤكدا أن الفرنسيين ملوا من الوجوه القديمة والوصفات القديمة والحلول القديمة ويحتاجون إلى التجديد، في إشارة إلى التشابه الكبير بين "فالس وهولاند".

ويحاول البرجماتي "فالس" الذي يصف نفس بالاشتراكي المعتدل، تخويف الاشتراكيين من خلال تأكيد أن التصويت لـ"هامون" يعني الهزيمة "المذلة"للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكنَّ تيارا كبيرا من الاشتراكيين الذين يعتبرون أنفسهم "مخلصين للاشتراكية الفرنسية"، يرون أن التصويت لـ"فالس" سيكون إعادة إنتاج لنظام الرئيس الحالي "هولاند" الذي دمر شعبية الحزب.

ويرى "الاشتراكيون المخلصون" أن "هولاند" فشل في إنعاش النمو الاقتصادي، كما حقق فشلا ذريعا في الحد من معدلات البطالة المرتفعة بالإضافة إلى فشله أيضا في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا بشكل غير مسبوق أثناء ولايته.

ويرى محللون فرنسيون أن الحزب الاشتراكي الفرنسي خسر معركة الرئاسة، قبل أن تبدأ بصرف النظر عن مرشحه الرئاسي الفائز في جولة الانتخابات التمهيدية المقررة الأحد القادم.

ويؤكد المحللون أن مرشح الحزب الاشتراكي سواء كان "هامون" أو "فالس"، لن يصمد طويلا في مواجهة مرشح أحزاب يمين الوسط الأوفر حظا "فرانسوا فيون"، ومرشح اليمين الشعبوي المتطرف "ماري لوبان".

ويشير المحللون إلى أن جولة الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأولى ستكون محسومة لصالح "فيون" و"لوبان"، وربما يلعب الناخب الاشتراكي دورًا في الجولة الثانية وحسم المعركة لصالح "فيون" ليس حبًا فيه ولكن خوفًا من "لوبان".
الجريدة الرسمية