رئيس التحرير
عصام كامل

البابا يُعلن الاعتكاف.. تواضروس يسير على خطى البطريرك السابق فى علاج مشكلات الأقباط .. أحداث الخانكة أول صدام لشنودة مع السلطة فى عهد السادات .. و"احتجاز وفاء قسطنطين" أشهر الأزمات فى عهد مبارك

البابا تواضروس الثانى-
البابا تواضروس الثانى- بابا الإسكندرية

ذكر اليوم بيان صادر عن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه ''نظرًا للأحداث المؤسفة والمؤلمة وحدادًا على أرواح شهداء الخصوص والكاتدرائية قرر قداسة البابا الاعتكاف بعد الأحداث الأخيرة وإلغاء عظة الأربعاء المقرر له 10 أبريل 2013 وتأجيل استقبال العزاء والتى كان المقرر له الخميس المقبل 11 أبريل 2013..

وكان البابا قد قال فى تصريحات تليفزيونية صباح اليوم أن الكنيسة المصرية تنتظر قرارات حازمة وحاسمة وواضحة ومرضية من الدولة، بعد أن تجاوزت كل الأمور الخطوط الحمراء، لافتا إلى أن الكنيسة المصرية جزء من المجتمع المصرى وأن الدولة يجب أن تكون مسئولة عن كل مواطنيها ومؤسساتها.

ويعد هذا القرار امتدادا لسياسة البابا شنوده الذى عُرِف ببراعته فى التعامل مع المسئولين المصريين لحل مشكلات الأقباط، واتخذ من الاعتكاف وسيلة للضغط على النظام بالابتعاد عن وسائل الإعلام فى مقره بدير الأنبا بيشوى عدة مرات على مدى العقود الـ4 الماضية، حيث ارتبط الاعتكاف بمشكلات كبيرة ومعقدة واجهها الأقباط.

ومن أشهر حالات اعتكاف البابا شنودة ما حدث فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما ألغى البابا احتفالات عيد القيامة عام 1980 اعتراضا على الوضع السيئ للأقباط فى هذا التوقيت، ولم تكن علاقة البابا بمؤسسة الرئاسة على ما يرام اذ كان هناك صراع خفى بين البابا وبين السادات بدأ فى أوائل السبعينيات فيما عرف بأحداث الخانكة فقد بدأ أول احتكاك بين الاثنين، كما ذكر الأستاذ هيكل بعد 6 أشهر من انتخاب البابا شنودة، كان سبب الاحتكاك هو بناء كنيسة بغير ترخيص فى الخانكة.

وكان إطلاق الرئيس أنور السادات يد جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة فى المجتمع المصرى دلالة على التوجه الإسلامى المتطرف لنظامه، إذ بدأ السادات عندئذ بالتعاون مع نشطاء الإخوان فى تنفيذ مخطط أسلمة المجتمع المصرى والتى كان من مظاهرها تغيير الدستور والنص على أن الإسلام الدين الرسمى للدولة وأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، وإعلان الرئيس السادات بأنه رئيس مسلم لدولة إسلامية، وإحلال الولاء الوطنى والقومى بالولاء الإسلامى، وتحويل التعليم إلى ما يشبه التعليم الدينى، وإجبار النساء والفتيات على ارتداء الحجاب، واستبعاد الأقباط من مؤسسات الدولة.
ومن أشهر اعتكافات البابا شنودة فى عصر الرئيس مبارك أيضًا عندما فشلت محاولاته استرجاع السيدة وفاء قسطنطين من قبضة قوات الأمن المصرية التى كانت تحتجزها بعد إعلان إسلاميين عن تحولها للإسلام وإعلان رجال دين مسيحيين عن نجاحهم فى إقناعها بعدم التحول عن المسيحية، أدرك البابا عندما لم تف قوات الأمن بوعود عديدة بإطلاق السيدة قسطنطين أن المسئولين يتلاعبون بمشاعر الأقباط، ولم يكن أمام البابا من خيار عندها إلا الصمت والاعتكاف فى الدير للإعراب عن غضبه.. وقد انتهى اعتكاف البابا عندئذ بعد ظهور السيدة وفاء قسطنطين الذى تم بعد تدخل رئاسى مباشر.

هناك أيضا اعتكاف البابا شنودة بعد أحداث أحداث العمرانية التى هاجمت خلالها قوات الأمن مبنى كان الأقباط يزعمون تحويله إلى كنيسة وقتل خلالها قبطيين وجرح المئات، من غير المعروف الأسباب المباشرة التى أدت لقرار البابا بالاعتكاف فى الدير، بالإضافة إلى اعتكاف البابا عندما طالب بحقوق دماء القبطيين اللذين لقيا مصرعهما على أيدى قوات الأمن ومن إعلانه غير المسبوق أن دماء الأقباط ليست رخيصة للسكوت عنها.
الجريدة الرسمية