رئيس التحرير
عصام كامل

«مصيبة سوداء» على الهواء مباشرة !


نائبان من نواب الشعب المصري يعترفان أمس وعلى الهواء مباشرة في حلقة، السبت من برنامج "العاشرة مساءً" مع الإعلامي الأستاذ "وائل الإبراشي" على قناة "دريم" الفضائية بانتشار ظاهرة التجارة في المخدرات بدوائرهما، بل ويزيد النائب "عاطف مخاليف" عن النائب "محمد إسماعيل"، أن في دائرته من يحتكر السلع الأساسية ويتاجر فيها ويرفع أسعارها على الناس، وأيضًا أن دائرته تحولت إلى جراج كبير حيث يقول -هو من يقول بعظمة لسانه- إنه لا يوجد عسكري مرور واحد في حي المطرية كله، وأن الـ"تكاتك" تغلق الشوارع بما فيها ميدان المطرية، والمنطقة الواقعة أمام محطة المترو الشهيرة في الحي الكبير!!


إن كان نواب الشعب يقولون ذلك، فماذا يمكن أن يقول عامة الناس؟ النائب الخلوق "محمد إسماعيل" قال بهدوئه المعروف، إنه يحاول محاصرة الظاهرة وأنه يصلي الجمعة كل أسبوع في شياخة مختلفة بالدائرة داعيًا إلى حصارها بالفضيلة والأخلاق، بينما يشكو مخاليف من الغياب الشامل للأجهزة عن الدائرة حتى إنه لا يعرف سر الصمت على المتاجرين بقوت الشعب!

الآن: إن كان ذلك هو اعتراف النواب، فماذا يمكن أن يقول عامة الناس؟ وإن الشكاوى العلنية تصدر هكذا من نائبين معتدلين اشتهرا بحسن السمعة والتوازن في الممارسة البرلمانية، فماذا يمكن أن يقول غير المعتدلين؟ وماذا يمكن أن يكون في دوائر أخرى لم تتح الفرصة لنوابها للتحدث إلى الرأي العام وللمسئولين؟ وما هى قصة التجارة في المخدرات التي يشتكي الكثيرون أنها تباع علنًا في أحيائهم وشوارعهم ؟!

المخدرات أساس أغلب الجرائم وإن كنا نسهم في وجود المخدرات في متناول سائقي الأجرة وسيارات السرفيس والتوك توك، فلماذا نندهش إذن من جرائم الاختطاف والاغتصاب والقتل والسرقة والسطو المسلح ؟

للأسف الحلقة تدعو للاندهاش والاستغراب، خصوصًا مع الصلاحيات الواسعة الممنوحة لنواب البرلمان، وتمنحهم الحق في مساءلة أي مسئول فلماذا لم يستجوبوا وزير الداخلية أو وزير الحكم المحلي أو محافظ القاهرة أو وزير التموين؟ أو على الأقل لماذا لم يلتقوهم ويبلغوهم مباشرة بما يجري في دوائرهم؟! ومتى يلتقوهم إذن؟

ملحوظة: الحلقة لم تكن عن البلطجة ولا المخدرات ولا احتكار السلع الأساسية، إنما جاء الكلام صدفة في سياق الحديث عن قانون التظاهر، وبما يؤكد أن كلًا من البرلمان والحكومة في حاجة إلى مزيد من الجهد لإثبات قدرتيهما على التعبير عن أحلام وطموحات ومتطلبات الشعب المصري!!!
الجريدة الرسمية