شريف إسماعيل وإخوته
جاءت إشادة الرئيس السيسي خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء صادمة لغالبية المصريين، خاصة محدودي الدخل الذين تسوء ظروفهم المعيشية كل يوم بسبب الارتفاع المتكرر للأسعار في رحلة بلا عودة.
غالبية المصريين كانوا يمنون أنفسهم برحيل شريف إسماعيل حتى ترحل معه الأيام الصعبة التي عاشوها خلال الفترة الماضية، وأن يأخذوا نفسا عميقا من نيران الأسعار التي تلاحقهم منذ مجيئه، ولكن إشادة الرئيس به جعلته في موقعه حتى إشعار آخر..
ربما يفهم الخبراء والمتخصصون أن حكومة شريف إسماعيل اتخذت قرارات إصلاحية مهمة كان من الضرورى اتخاذها حتى تنصلح الأحوال، في المقابل يرى رجل الشارع البسيط أن الحكومة ورئيسها هم المسئولون عن كل شيء، فإن أجادت الحكومة فلها كل التقدير وإن أخفقت فهى وخيال المآتة سواء.. وهو ما يشعر به الغالبية مع حكومة شريف إسماعيل.
الحكومة الحالية تتلقى كل اللعنات صباحا ومساء من الجميع، لأنها تركت المواطنين فريسة للتجار والمستوردين الذين أصبحوا يتحكمون في كل شيء، فكلمة واحدة منهم تجعل نيران الأسعار تحيط بالجميع دون فرصة للنجاة، ألا يعتبر هذا وحده دليلا كافيا على فشل الحكومة وأن هذه الحكومة استنفدت رصيدها عند الجميع.
شريف إسماعيل هو أول رئيس وزراء في تاريخ مصر ترتفع الأسعار في عهده مرتين في اليوم صباحا ومساء، ألا يعد هذا كافيا لرحيله.. شريف إسماعيل هو أول رئيس وزراء في تاريخ مصر لا يعرف ثمن ساندويتش الفول والطعمية.. ألا يعنى هذا أنه بعيد عن حياة المصريين وطعامهم.
شريف إسماعيل أول رئيس وزراء يصدر القرار وقبل تعميمه على الوزارات يتم إلغاؤه، فهو يصدر القرار صباحا وقبل انتهاء برامج التوك شو المسائية يصدر قرارا عكسه، أليس هذا دليلا على عدم إلمامه بجميع الملفات وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
ربما يكون شريف إسماعيل أفضل من تولى رئاسة الحكومة، ومن الجائز أن يكون مكشوفا عنه الحجاب في نظر البعض.. نحن لسنا ضد عبقريته وقدراته التي يتمتع بها ولكن ما فائدة كل هذا إذا لم ينعكس على حياة المواطنين في توفير ما يحتاجونه بأسعار مقبولة، فالظروف الاستثنائية تحتاج رجالا غير استثنائيين والجميع يعرف أن شريف إسماعيل أقل من العادى بكثير.
لست خبيرا اقتصاديا حتى أفتى في كل شيء، ولكن الحكومة التي تفشل في تغيير حياة مواطنيها هي والعدم سواء.. فمنذ أكثر من عام والحكومة عاجزة عن مواجهة الأسعار سواء بطريقة تقليدية أو غير تقليدية.. الأسعار ملف واحد من بين عشرات الملفات التي تواجهها الحكومة السعيدة والنتائج واحدة.
المواطن محدود الدخل لا يريد أحدا أن يحدثه عن المستقبل القريب أو البعيد، ولا يريد أحدا يقول له غدا أو بعد غد ستأكل، وهو لا يرى أي مؤشرات إيجابية، هذا المواطن البسيط يريد الآن أن يأكل بأسعار مقبولة، فهو مسئول عن أطفال جائعين يريدون أن يملأوا بطونهم خبزا وليس شعارات، لا تسمن ولا تغنى من جوع.
نؤمن جميعًا أن الرئيس يريد كل الخير للمصريين وأنه يفعل كل ما يستطيع أن يفعله حتى تتحسن حياة المصريين، ونعرف أن الظروف صعبة والتحديات كبيرة، ولكن هناك التزامات أساسية للمواطنين.. قلة الحيلة طالت الجميع، فهل نفتح صفحة جديدة أم سنظل أسرى شريف إسماعيل وإخوته.