وزير الكهرباء وزوار «نص الليل»!!
نجاح الوزراء لا يتوقف فقط على نجاحهم في التشييد والبناء، وإلا لنجح أغلبهم خصوصًا عندما تتوفر الإمكانيات المطلوبة، وعلاقات جيدة للدولة، يكون سببًا فيها رئيس البلاد.. وإنما يكتمل نجاح الوزراء بقدرتهم على تلبية احتياجات الجماهير والتعامل معهم ومع مطالبهم.. وبهذا المعيار الأخير نتوقف عند حالة وزير الكهرباء الدكتور "محمد شاكر".. فإنجازات وزارته لا تتوقف عن البناء من السد العالي إلى أسيوط ومن بني سويف إلى الحامول ومن الضبعة إلى العاصمة الجديدة، وبالفعل فوزارته هى الأفضل في مواجهة الأزمات، حيث شهدت تحسنًا كبيرًا جدًا لأزمة قاسية..
حيث اختفت ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي، وإن انقطعت لأسباب خارجة عن الإرادة تعود بأسرع من حالها السابق بكثير.. لكن ربما كان غيره سيفعل الأمر نفسه إن توفرت الإمكانيات والعلاقات الدولية، ولذا يتبقى للحكم عليه هى علاقة وزارته بالمصريين.. فالوزير يعلن كل يوم عن تسهيل الأمور على المصريين في تسديد الفواتير، ويؤكد لهم أن من حقهم عدم دفعها، وأن تشككوا في قيمتها وأن تعليماته تقول بضرورة التحقيق في كل الشكاوى، بل ووصل إلى أكثر من ذلك، حين أكد أن الفواتير المرتفعة سيتم تقسيطها حتى دون أن يطلب أصحابها، للتخفيف من المطالبات الشهرية وذلك للتيسير عليهم..
كل ذلك وغيرها من تصريحات الوزير ترقى إلى التعهدات، بينما يجد الناس عكس ذلك من المعاملة تمامًا.. حيث يشتكون من "كبسات" منزلية ترفع شعار "يا الدفع يا الرفع" أي دفع الفاتورة أو رفع العداد في الحال.. اللجان تذهب بلا إنذار وفي غير مواعيد العمل الرسمية، وبغير إخطار للأسر للاستعداد.. فكيف يعترض الناس إذن أن شكوا في أرقام فواتيرهم؟ وما مصير الغلابة ومصدر دخلهم ثابت في أوائل كل شهر أو أواخر الشهر، كما هو الحال عند أغلب موظفي الدولة؟ ولمن يلجئون أن كانوا بين أمرين لا ثالث لهما ؟!
هنا نكون أمام احتمالين.. إما أن رؤساء الشركات هم من يقفون وراء هذه التعليمات في تنافس على جمع أكبر عائد للتباهي به أمام الوزير، وبالتالي فالوزير نفسه لا يعلم، خصوصًا أن هذه التصرفات تتسبب في غضب عارم عند الناس فوق غضبهم الأساسي من قيمة الفواتير.. أو أن الوزير يعلم وأن ما يتم هو بتعليمات مباشرة منه، وبالتالي فهو يعلن شيء ويفعل شيء آخر!
في الحالتين فنحن نبلغه الآن بسلوكيات خاطئة من رجاله تدفع للغضب الشعبي.. أو منه هو شخصيًا وعليه بمراجعتها، لأنها تسيء لأدائه هو شخصيًا بعد نجاحه الكبير في إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في أداء الكهرباء والطاقة في مصر.. ولم ننتظر منه ما يتسبب في الغضب منه ومن الدولة كلها.. هذه السلوكيات لا تتفق مع توجيهات الرئيس السيسي ويجب مراجعتها على الفور !!