رئيس التحرير
عصام كامل

«أرزقية محاجر حلوان ولقمة العيش المرة».. 100 جنيه يومية تكسير الحجارة.. المحافظة وقفت حالنا بقرارات صعبة.. نستغيث بالمسئولين خوفا من التشرد.. وعامل: عاوز آكل حلال


«لقمة العيش مرة» جملة مكررة على لسان عمال المحاجر بمحافظة القاهرة، الذين تركوا أهاليهم، وقرروا العمل وسط الجبل، لا يحيط بهم سوى طبيعة قاسية، جبال شاهقة، وصقيع يجمد أجسادهم النحيلة بالشتاء، أو حرارة تلفحهم في الصيف، لعلهم يظفرون بقوت يوم لأطفالهم، فيتحملون الرمال والصخور، حتى يتمكنوا من كسب 100 جنيه يوميا لإرسالها إلى أسرهم.


قسوة الفقر
واضطرت الظروف العمال إلى العمل بمهنة تحفها المخاطر، في جبال يكسرون حجارتها طوال النهار وعشش يهربون إليها ليلا من البرد، لكن محافظة القاهرة زادت من عنائهم، فاستكثرت عليهم قوت يومهم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مع التشرد، بعد تضييق مسئولى إدارة مشروع المحاجر بالمحافظة، على أصحاب المحاجر، وتعنتهم في بعض القرارات التي أدت إلى توقف العمل نصف أيام الأسبوع، ولم يجد أصحاب المحاجر حلا لتعويض خسارتهم، سوى تشريد بعض العمالة،ترشيدا للنفقات.


صراع مع الحياة
أحد العاملين بالمحاجر وهو سامح شحاتة، عامل يربط حول رأسه "شاشا" لمداواة جروحه الناتجة عن تكسير الحجارة، لا يلتفت إلى آلامه، فهو في صراع مع الحياة لكسب قوت يومه، جاء من الإسكندرية إلى حلوان للعمل، ورغم معالجة جرحه بــ "3 غرز"، إلا أنه يعمل حتى لا يجوع أطفاله.


ويقول سامح، «لو عليا أستحمل لكن العيال فيهم إللى عاوز ياكل وإللى عاوز لبن هيستحملوا إزاى، وأنا لما المحجر بيقف مبشتغلش بجنيه، ولو ملقتش الفلوس ياهسرق أو أبيع مخدرات، وإحنا عاوزين نشتغل بالحلال"..


تشريد العمال
وأكد محمود رشوان أحد العمال، أن كل محجر كان يعمل به ما يقرب من 80 عاملا تم تخفيض العدد ليصبح 30 عاملا، وذلك بسبب توقف العمل لمدة أيام بالمحجر نتيجة تعنت مسئولى مشروع المحاجر بمحافظة القاهرة، وهناك عمال من محافظات مختلفة وغالبيتهم من الصعيد، لافتا إلى أنهم كانوا يعملون 6 أيام في الأسبوع، أصبحوا يعملوا 4 أيام، وهو ما أثر على دخلهم،حيث أنهم "أرزقية".


أمنية التأمين
أما "رشاد بكرى" الذي يعمل منذ 30 عاما بالمحاجر، أكد أن أمنيته الوحيدة أن يتم التأمين عليه، فلم يحصد من عمله بالمحاجر سوى المرض الذي لا يملك حق علاجه، مشيرا إلى أنهم يعتمدون على كسب رزقهم باليومية، ووقف العمل بالمحجر لمدة أيام، يجعلهم بدون أي أموال، موضحا أن رسم الورشة بالمحجر كان يكلف صاحب المحجر 30 ألف جنيه، أما الآن فأصبح بــ200 ألف جنيه، فاضطر أصحاب المحاجر إلى تسريح بعض العمالة بسبب الخسائر.


واستغاث عمال المحاجر بالمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، لإنقاذ استثمار المحاجر المهدد بالتوقف، بسبب القائمين على مشروع المحاجر وقراراتهم الخاطئة.


ويعاني أصحاب محاجر شرق التبين بحلوان، من مشكلات من بينها عدم سرعة تجديد التراخيص وتحديد إحداثيات المحاجر للحصول على الموافقة بالعمل، فضلا عن وقف العمل بالمحجر بأمر مسئولى المشروع بالمحافظة دون إخطارهم.
الجريدة الرسمية