رئيس التحرير
عصام كامل

هل قتل البوطى شهيدا؟


أسئلة كثيرة تراودنا حول مقتل البوطى ومن قتله؟ وشيئا فشيئا تتضح الصورة، نعم الشيخ سعيد رمضان البوطى كان فتنة ومفتونا بعصابات آل الأسد، ولكن الصحيح، وبحسب ما جاءنى، أنه أراد الانفكاك عنهم، وكان قد أرسل عائلته، أو كان على استعداد لإرسالهم إلى خارج الوطن تمهيدا لخروجه، وهذا ما أثار حفيظة العصابة .


ولكونه كان مرصودا وتحت الرقابة المُشددة، وكما نعلم جميعا أن الشيخ لم يكن يوما محتاطا، بل كان مُتواكلا فى حراسته على الأجهزة الأمنية التى أولاها الثقة، وكما جاءنا أن تصريحات الشيخ الأخيرة لصالح النظام بحسب المصدر، لم تكن إلا كتموية لانشقاقه، وهذا ما شعرت به العصابات الأسدية، فأرسلت من يستدرجه لتدبير هروبه من البلد فوقع فى فخ الموافقة، ومن ثم لتتأكد الصورة لدى استخبارات آل الأسد بنية الشيخ، لتدبير قتله بنفس الطريقة التى قُتل بها ضباط إدارة الأزمة، الذين حاولوا إيجاد مخرج عبر إخراج بشار من السلطة والانقلاب عليه لتكون نهايتهم، بعدما أدركوا صعوبة وأد الثورة.

ونحن لا نتوانى على الدوام فى إظهار الحق مهما كان مُرا ولو كان على أنفسنا، ولربما كنت من أوائل المهاجمين للشيخ البوطى، ولكن شريط الفيديو اليوم الذى كانت تلتقطه بعض النسوة من الأعلى كما جرت العادة فى مصليات النساء وحضورهن للدروس وخطبة الجمعة من شُرفة المسجد، وهذا ما غفلت عنه الاستخبارات لمنعه، وجميعنا يعلم أن العديد ممن يحضر درس البوطى يقوم على تسجيله، ناهيك عن الكاميرا المرافقة الدائمة .

وهذا يدل على نجاح الاستخبارات فى تطويق التسجيلات، وفشلها فى استحواذ التسجيل الذى ظهر، وأوضح أن قاتل البوطى ليس إلا العصابة الأسدية، وليس بتفجير ضخم لم يُقتل فيه العشرات كما صوره إعلام آل الأسد حينها، ولا صاروخ خارجى دخل إلى المسجد، وإنما ما حصل تفجير بسيط مُدبر لم يودى بحياة الشيخ، كما كان مقررا، لتتجه إليه رصاصات من شبيحة قاموا إليه وأطلقوا رصاصات من مسدس كاتم للصوت وقناصة غادرة مكلفة بالإجهاز عليه ما لم يُحقق التفجير غايته.

ودعونا نفترض أن قاتله الجانب المعارض المُسلح كما تدعى عصابات آل الأسد، فَلِمَ تلجأ العصابات الأسدية إلى الكذب فى روايتها للحدث؟ ولمَ لفقت أمورا كانت مُدبرة لم تحصل؟ واستطاع التلفاز العاجز والهامل من نقل كل شيء وبدقائق، أن لم يجرِ إعداده مُسبقا كما جاء فى السيناريو المُعد، من أن انفجارا مهولا قتل العشرات .

ورأينا بالفيديو أنه كان بسيطا، وحتى أنه لم يقتل المُستهدف، ولم توجد حالة من الهلع كبيرة لدى المتواجدين، لتجرى تصفية من لا يُثق به من غير عناصر الاستخبارات التى كانت متواجدة فى ذلك الوقت لأداء هذه المهمة، مما رفع أعداد الضحايا إلى العشرات، وحتى حفيد الشيخ لم يكن مقتولا، بل كان من جملة من أراد إنقاذ جده.

ولكن رصاصات الغدر هى من أطاحت بعدد الضحايا، لتكون مذبحة حقيقية شبيهة بمذبحة عيد الأضحى بمسجد المشارقة عام 1980، مع فارق استخدام الكواتم هنا، وهى من أودت بحياة الشيخ البوطى، والعدد الأكبر من الضحايا، مما يدفعنا إلى تدارس أمر الشيخ إذا ما كُنا سنعتبره ومن معه كشهداء الثورة، وهذا بالطبع مما سيصب فى مصلحة ثورتنا النقية، وثوارنا الأبطال الذين ينبذون مثل هذه الجرائم، وما هى إلا من أفعال عصابات آل الأسد، والله أكبر والنصر لشعبنا السورى العظيم.
الجريدة الرسمية