رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو..بلاغ لوزير الصحة.. «إبراهيم دخل المستشفى لاستئصال اللوزتين فخرج على نقالة».. أطباء الشيخ زايد يطيحون بأحلام الفتي الصغير.. 10 آلاف جنيه للعلاج يوميًا.. ووالدته تستنجد بالمسئولين


الأمر بسيط والعملية عادية جدًا، نسبة الخطورة لا تصل إلى 10%، استئصال اللوزتين لم يعد الأمر الخطير ونحن في 2017، الأحلام الطفولية لعبت دورها أيضًا، إجازة نصف العام أوشكت على الانتهاء، لا يمكن أن تنتهي هكذا دون أن استمتع بها، الدراسة قادمة بكل ما تمثله من انعدام للراحة والمتعة.


أمر آخر، لعب كرة القدم مع الاصدقاء، تلك هي المتعة الحقيقية، الجري والتسديد نحو الشباك، العراك من أجل «فاول» «الحمرقة» للحصول على ضربة جزاء، لم يكن «إبراهيم» صاحب الـ13 عامًا يحتاج أكثر من تلك المبررات لكي يطلب من والدته أن تنجز تلك العملية.

الأم التي يعمل زوجها بمحاجر أسوان وافقت على إجراء العملية، وخوفًا على ربيبها اختارت له مستشفى الشيخ زايد العام بدلًا من مستشفى إمبابة حيث مسكنها، بالطبع سيكون الأمر مختلفا، هكذا كان اعتقادها وهي تودع ابنها الذي دخل حجرة العمليات الثلاثاء الماضي وقبل أن يجري عمليته التقط صورا تذكارية أرسلها إلى والده.

الأمور عادية جدًا، الطبيب خرج من حجرة العملية بعد نصف ساعة وعلى وجهه علامات الارتياح «العملية نجحت» قالها بكل تلقائية، لم تكن الأم ذاتها تنتظر غير تلك الكلمة لم تسمع عن عملية استئصال لوزتين قد فشلت قبل ذلك، أكمل لها أن هناك وقت فقط للإفاقة.

مر الوقت عاديًا حتى تباطأ شيئًا فشيئًا، قلب الأم بدأ يتحرك، ماذا يحدث، لماذا طالت فترة الإفاقة، هناك حركة غريبة بغرفة العمليات لا تدري سببها لكن ابنها بالداخل، هرولت إلى الممرضات ماذا يحدث، الإجابة واحدة «مفيش حاجة هيفوق بس»، طال الوقت ولم يفق «إبراهيم»، لم يعد هناك أي مخرج للكذب، هرولت إليها تلك المرة ممرضة «معاكي 10 آلاف جنيه تدخلي بيهم ابنك مستشفى خاص علشان محتاج جهاز تنفس وعناية مركزة وقلبه وقف مرتين».

دارت الحجرة بالمرأة الثلاثينية ماذا حدث، كيف تجمع المال، الأب لابد له من الحضور، اتصلت به بصوت ممزوج بالبكاء فجاء على عجل هو وأخوته، لا يهم الآن ماذا يحدث المهم نقل الطفل إلى مستشفى خاص للعلاج.



عين لا تجف دموعها من بشاعة المشهد تتحدث الأم المكلومة لـ«فيتو» قائلة «دخل المستشفى الساعة 9 الصبح على رجليه خرج 2 الظهر على جهاز تنفس وشكله مرعب واتنقل للعناية المركزة بمستشفى خاص علشان مفيش أماكن في المستشفيات الحكومية».

تكمل الأم التي لن تنسى مشهد ابنها المستلقي على «النقالة»: «في المستشفى الخاص تم إجراء الأشعات اللازمة لكن الأطباء لم يتعرفوا على ما حدث لها حتى يتمكنوا من علاجه، زاد الأمر سوءًا أن الطبيب قال إنه لا يحتاج إلى عملية وإنما فقط لعناية مركزة ومتابعة حالته باستمرار».

الأب لم يتدخل في الحوار، يردد «رد عليا يا إبراهيم وانا هعملك كل اللى نفسك فيه ومش هزعلك ابدًا»، بجواره أخوته التي يخيم عليهم الحزن الممزوج بالعجز ولا يملكون سوى الدعاء والقلوب المنفطرة كمدًا».

تختتم الأم حديثها بطلب من المسئولين بتوفير سرير لابنها بمستشفى المعادي التابع للقوات المسلحة أو أبو الريش لثقتها في كفاءة الأطباء، بجانب توفير مبلغ العشرة آلاف جنيه في الليلة الواحدة في المستشفى الخاص لابنها والتي لا تتحمل تكلفتها.
الجريدة الرسمية