حبس جلال الدين الحمامصي 19 شهرا بسبب الكتاب الأسود
في مثل هذا اليوم 20 يناير 1988 رحل الكاتب الصحفي "جلال الدين الحمامصي" رائد من رواد المدرسة الحديثة في الصحافة، ساهم في تأسيس العديد من الصحف والمجلات، وهو مؤسس وكالة أنباء الشرق الأوسط، واشتهر بكتابة عمود «دخان في الهواء» بجريدة الأخبار، اشتهر عنه تحديه السلطة في العديد من المواقف.
في مجلة البوليس عام 1955 كتب الكاتب الصحفي "محسن محمد" مقالًا عن صديقه الكاتب الصحفي "جلال الدين الحمامصي" قال فيه:
دخل الصحفى جلال الدين الحمامصي السجن لمدة 19 شهرًا، بسبب إصداره الكتاب الأسود، الذي وضعه مكرم عبيد ويضم مستندات تدين رئيس الوزراء ورئيس الوفد مصطفى النحاس باشا، كأول وثيقة لفضح الفساد واستغلال النفوذ.
بسبب هذا الكتاب أُسقطت عضوية مكرم عبيد في مجلس النواب، فعهد عبيد إلى الحمامصي بطبع الكتاب باعتباره أمينًا لصندوق حزب الكتلة، خاصة أن الحكومة منعت طبع أي كتاب إلا بإذنها وتوعدت المخالفة.
في سرية تامة طبع الحمامصي الكتاب الأسود، حتى صدر عام 1942، فأصدر الحاكم العسكري أمرًا باعتقال الحمامصي وأودع معتقل الزيتون 19 شهرًا دون محاكمة.
أثناء وجوده بالسجن عرف أن أحد أقارب "فؤاد سراج الدين" وزير الداخلية، يقوم بتهريب المخدرات وبعد خروجه بدأ يكتب في هذه القضية في جريدة "آخر لحظة " عام 1950 مطالبًا باستقالة وزير الداخلية الذي يشغل في نفس الوقت منصب سكرتير عام حزب الوفد.
هدد "سراج الدين" بالويل والحبس وأثبت الحمامصي عن طريق خفر مصلحة السواحل قيام صهر "فؤاد سراج الدين" بتهريب المخدرات، وشهد اللواء "محمد صفوت" مدير مكافحة المخدرات، أن شقيق زوجة وزير الداخلية له ملف في مكتب مكافحة المخدرات.
وألقي القبض ثانية على الحمامصي، وأفرج عنه بكفالة وقدمت القضية إلى محكمة الجنايات حتى قامت الثورة، وصدر العفو عن المتهمين في قضايا الصحافة وشطبت هذه القضية.