رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. شقيق «سليمان خاطر» يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة في حياته.. «عبدالمنعم»: جهاز أمني استدعانا لزيارة عاجلة لشقيقي في 1986.. فوجئنا بخبر وفاته.. أخي لم ينتحر..واعترف لي برضاه


حلت هذا الشهر ذكرى وفاة "سليمان محمد عبد الحميد خاطر" أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري الذي كان يؤدي فترة خدمته العسكرية على حدود مصر مع إسرائيل، وتم العثور عليه مشنوقا في زنزانته في 7 يناير عام 1986 في ظروف غامضة.


قتل إسرائيليين
جاء ذلك عقب قيامه بإصابة وقتل سبعة إسرائيليين تسللوا إلى نقطة حراسته في الخامس من أكتوبر عام 1985، على إثرها انفجر وقتئذ بركان الغضب ضد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

الساعات الأخيرة
وتزامنا مع ذكراه الـ31 لرحيله، التقت "فيتو" شقيقه الأكبر بمسقط رأسه بقرية أكياد البحرية التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، ليعود بالذاكرة لفترة الثمانينيات ليروي لنا شهادته وكواليس الساعات الأخيرة قبيل وفاته.

اتصال هاتفي
في البداية، يقول "عبد المنعم" والذي يمتلك مصنعا للرخام والجرانيت يحمل اسم "سليمان خاطر" تخليدا لذكرى شقيقه المجند: "فوجئنا يوم السادس من يناير عام 1986 باتصال تليفونى من جهاز أمني يخبرنا فيه بأن موعد زيارة شقيقي اليوم بالسجن، وضرورة المجيء في الموعد المحدد لزيارته بحسب قوله".

زيارة واجبة
ويضيق: "أخبرناهم بأن الذهاب اليوم صعب جدا لعدم توافر وسائل مواصلات لنقلنا، فأجابونا بأن الزيارة يجب أن تكون اليوم وبالفعل استأجرنا سيارة وذهبنا لزيارته داخل محبسه وبرفقتي والدته التي توفت فيما بعد حزنا عليه".

وذكر: «ووجدنا هناك نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد ومصوره الخاص وحدثت مشادة بينى وبينهم بسبب قيامهم بتصويره، وصرخنا في وجههم وقلنا لهم بالحرف" انتوا محسوبين على حسنى مبارك فأجابني "مكرم" لا طبعا احنا تبع المعارضة والمصريين والأحزاب الحرة كلها».

كلمات سليمان
ويتذكر آخر كلمات شقيقه له قائلا: «عندما سألته عن الأوضاع داخل محبسه قبيل وفاته بساعات قليلة قال لي بالنص "الحمد لله أنا كويس جدا ومعي 3 عساكر وكلهم بيحبوني ومبسوطين منى قوى وضميرى مرتاح لإنى لم أقصر في واجبي تجاه خدمتى الوطنية وبلدى ولو عاد بي الزمن للخلف كنت سأكررها ثانية وثالثة ورابعة».

وأكد عبد المنعم أن أخاه لم يفكر إطلاقا في التخلص من حياته، مؤكدا أن تقرير الطب الشرعى "غير سليم"، مشيرا إلى أنه لا ينسى وقوف كل من المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحى بجانبهم الذي جاء عقب وفاة شقيقه للقرية ونام على كومة قش حتى صباح اليوم التالي، علاوة على المناضل العمالي كمال أبوعيطة  و"خالد" نجل الزعيم جمال عبد الناصر وغيرهم.

وأضاف: "يوم الوفاة ذهبنا لعمل توكيل عام وروحت الشهر العقاري في مدينة نصر واصطحبت الموظف وذهبت به للسجن إلا أن المسئولين قابلونى وقالولي لي "المشير أبو غزالة جوه وممنوع الزيارة النهاردة"، وبالفعل غادرت إلى منزل شقيقي، ووقت الظهيرة فوجئت بعدد من المسئولين يبلغوني بأن سليمان شنق نفسه بالمشمع، وكله كدب". 

وتساءل شقيق "خاطر": "ازاى المشمع ممكن يشنق شخص، حسبي الله ونعم الوكيل".

إطلاق النار
يذكر أنه في يوم الخامس من أكتوبر عام 1985 وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء، فوجئ بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية ثم أطلق النار عليهم حيث إنهم لم يستجيبوا للطلقات التحذيرية، وبعدها أطلق نيرانه من سلاحه الميري ووقعوا جميعا ما بين قتلى ومصابين وتمت محاكمته عسكريا.

وفي خلال التحقيقات معه، قال سليمان: إن أولئك الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وإنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار وتم محاكته عسكريا وصدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عاما، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة بعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا وهناك، وفي اليوم التاسع لحبسه وتحديدا في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي والذي أصبح رمزًا لبطل قومي.
الجريدة الرسمية