رئيس التحرير
عصام كامل

أدلة تورط «أبوتريكة» في تهمة الإرهاب


حالة من الغليان والتخبط أصبحت هي سيد الموقف بالشارع، وذلك بعد أن طالعتنا المواقع الإخبارية بتصدر اسم الماجيكو أو أمير القلوب "محمد أبو تريكة" قوائم الإرهابيين، وكان لابد من وضع حد لهؤلاء الذين يدافعون عن لاعب المنتخب الوطني والنادي الأهلي سابقًا، وتقديم الأدلة الدامغة لتورط أبو تريكة في عمليات إرهابية، كانت كلها كفيلة بأن تسحب منه الجنسية المصرية.


ويا لسخرية القدر أن تكون كل جرائم أبو تريكة منذ ظهوره الأول، تنحصر في المواقف التالية، وهي أن تلقى بطاقة صفراء بعد إحرازه الهدف الثاني للمنتخب الوطني في مرمى السودان التي أجريت ضمن بطولة كأس الأمم الأفريقية غانا 2008، والتي انتهت بثلاثية للفراعنة، بعدما كشف أبو تريكة عن قميص ارتداه أسفل قميص المنتخب، كُتب عليه "تضامنا مع غزة"، ليتلقى بطاقة صفراء من الحكم البنيني «كوفي كودجا»، وكاد الاتحاد الأفريقي "كاف" أن يوقف أبو تريكة ويوقع عليه عقوبة كبيرة، لولا الهجوم الذي كاد أن يتعرض له، في حالة اتخاذ ذلك الموقف، في الوقت الذي نشرت فيه الصحف العالمية تغطياتها حول الواقعة، واصفين تلك العقوبة بالأشرف في التاريخ.

وفي ذلك الموقف أيضًا كان لأبوتريكة عبارة مأثورة خلال تكريمه في الجزائر عندما قال «وصيتي أن يدفن قميصي الشهير المدون عليه تعاطفًا مع غزة بجواري في قبري».

والموقف التالي في رفض أبو تريكة، لعب مباراة السوبر أمام إنبي، في افتتاحية الموسم التالي لمجزرة بورسعيد عام 2012، تضامنا مع ضحايا الحادث وذويهم، الموقف الذي تسبب في مشكلات كبيرة للاعب الذي كان قد اتخذ قرارًا بالاعتزال وقتها قبل أن يقنعه زملاؤه بالعودة للتدريب مرة أخرى، كما ظهر محمد أبوتريكة في تظاهرة أهالي ضحايا مجزرة بورسعيد، والتقطت العدسات صورة له أثناء حمله من قبل المشجعين، والذي سبقه مؤازرة أمير القلوب لمتظاهري وثوار ميدان التحرير في ثورة الخامس والعشرين من يناير.

ولم يكن الجانب العام في حياة أبو تريكة أو كما يحاول المروجون أنها لمجرد سرقة أضواء الكاميرات، ولكن جانب الوفاء والصداقة في الخفاء كان الأبرز وهذا ما أكدته والدة لاعب النادي الأهلي الراحل محمد عبد الوهاب، في أكثر من لقاء تليفزيوني وصحفي، أن محمد أبو تريكة هو اللاعب الوحيد الذي داوم على زيارتها وزيارة قبر اللاعب الراحل منذ وفاته في 31 أغسطس 2006.

وفي الوقت الذي احتدم فيه الخلاف بين مصر والجزائر، عقب أحداث مباراة «أم درمان»، أعلن أبو تريكة عن دعمه وتشجيعه لمنتخب الجزائر في بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا وسافر للجزائر عام 2010؛ كمبادرة للصلح بين الشعبين.

واختير أبو تريكة سفيرًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لمحاربة الفقر وصور إعلان تليفزيوني يشير إلى مأساة وفاة 25 ألف شخص يوميًا بسبب الجوع من بينهم 18 ألف طفل.

كما تبرع أبو تريكة لإنشاء مسجد في كوماسي بغانا، خلال بطولة الأمم الأفريقية ومسجد في رواندا عام 2009.

ورفض الماجيكو الحصول على 50 ألف يورو من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، بعد المشاركة في مباراة استعراضية.

احترف محمد أبو تريكة لفترة قصيرة في نادي بني ياس الإماراتي، واختار أن يرتدي قميص 72 وذلك تضامنا مع شهداء النادي الأهلي في مجزرة بورسعيد، الأمر الذي جعله محط إعجاب وفخر لجميع مشجعي النادي الأحمر خاصة والجماهير المصرية والعربية بشكل عام.

شارك محمد أبو تريكة بالتعاون مع العديد من اللاعبين على مستوى العالم وعلى رأسهم زيدان ورونالدو و40 لاعبا آخر في عام 2005، من أجل جمع التبرعات لصالح الفقراء وإرسال المساعدات الغذائية والطبية إلى الفقراء.

وبعد أن قامت الصحف الدنماركية بنشر رسوم مسيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارتدى أبوتريكة تيشرت مكتوبا عليه «نحن فداك يا رسول الله».

وعن سلسلة الاتهامات التي وجهت للماجيكو بدعمه الإرهاب المتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية والتي كان أبرزها، زيارته لاعتصام جماعة الإخوان من الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي، نفى أبو تريكة ذلك جملة وتفصيلًا، وذلك في حواره مع الناقد الرياضي علاء عزت، في صحيفة الأهرام منتصف 2015، قائلًا «البعض استغل صمتي؛ لترويج شائعات مغرضة.. أبرزها على سبيل المثال لا الحصر؛ أنني ذهبت إلى ميدان رابعة وقت اعتصامات جماعة الإخوان، وأنني قمت بإمداد الجماعة، وقت تلك الاعتصامات بمولدات كهربائية».

كما قال اللاعب: «في الوقت الذي يردد فيه البعض أن الشركة التي امتلكها متهمة بتمويل الجماعة، قامت الشركة في أوقات سابقة بتنفيذ برامج رحلات عمرة، خاصة لأسر ضحايا رجال الجيش والشرطة.. وكل المستندات الرسمية موجودة».

وعن الاتهام بدعمه والدة أحد المتهمين في قضية قسم كرداسة الشهيرة، حيث قال: «كانت آخر الشائعات التي رُوجت عني، الصورة التي انتشرت في عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وهي صورة لي مع سيدة مسنة، ادعى البعض أنها والدة أحد المتهمين في قضية أحداث كرداسة، وحقيقة الأمر؛ أنها صورة لجارة لنا في ناهيا، قابلتها في فرح أخي.. وأتحدى العالم.. وأتحدى أي شخص يثبت عكس تلك الحقائق.. مع الأسف.. كنت ضحية لصفحات مزورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. وهو ما دفعني لتوثيق حسابي الجديد».

وكان الدليل الأبرز في براءة أبو تريكة من الانسياق وراء قطيع الجماعة الإرهابية -وإن كان داعمًا لمرشحهم وقت انتخابه رئيسًا للجمهورية- بأن رفض طلب مؤسسة الرئاسة إبان حكم الإخوان بالتراجع عن قراره بعدم لعب مباراة السوبر المصري أمام إنبي، نهاية 2012؛ لتضامنه مع جماهير الألتراس، التي طالبت بعدم لعب المباراة؛ لعدم كشف الجهات المعنية عن المتورطين في حادث ستاد بورسعيد، الذي راح ضحيته 72 مشجعا للنادي الأهلي.. وأكد أن قراره وقتها، تسبب في أزمة كبيرة، أدت إلى تلقى مسئولي النادي الأهلي اتصالات من رئاسة الجمهورية، تطالب بإثناء أبو تريكة عن قراره.

وبعد كل ما سبق من أدلة لو كانت تدين أمير القلوب اللاعب الخلوق محمد أبو تريكة بأنه إرهابي، لأصبح حلم كل طفل حينما يكبر أن يكون إرهابيًا مثل أبوتريكة.
الجريدة الرسمية