«الإذاعة» ومهمة خطرة في سيناء!
رغم القتال والمعارك وطلقات الرصاص والقنابل والصواريخ وطلعات الطائرات والبطولات التي لا تتوقف لرجال الجيش والشرطة، وبين غدر الإرهاب وإجرامه الذي لا يتوقف، ذهبت أول أمس السيدة "نادية مبروك" رئيس الإذاعة المصرية، ومعها السيدة "أمل مسعود" نائب رئيس الإذاعة، إلى العريش في رحلة مثيرة.. تشكل مغامرة في ذاتها، والهدف هو الاستعداد لما يجري في سيناء من تنمية، بتنمية موازية تستهدف وعي الإنسان في سيناء وربطه وارتباطه بوطنه وانتمائه إليه..
كان الهدف من الزيارة الإسراع بافتتاح إذاعة إقليمية محلية في مدينة بئر العبد، إحدى أكبر مدن سيناء.. الإذاعات غير المصرية تصل إلى المنطقة بل وسيناء كلها بل وتصل إلى حدود القناة والإسماعيلية وبورسعيد، وبعضها معاد وبعضها يقدم إعلام مغاير ويشوش على وعي المصريين، وهو ما لا يمكن قبوله ولذلك كانت الزيارة!
هناك.. ليس مهمًا التعرض لمشكلات في الطريق والاستماع مرارًا لضرب الرصاص.. وليس مهمًا أن الطريق الذي يقطع في 3 ساعات يقطع في 7 بسبب إجراءات الأمن والتفتيش الضامن لسلامة المسافرين.. في كل مرة منها كان رجال الأمن من قوة التأمين يحيطون السيارة بقدر ما يستطيعون لحماية من فيها بشجاعة مدهشة..
الاستقبال الشعبي للموضوع كان حافلًا، بما يؤكد أهمية الإذاعة وجماهيريتها في سيناء وهو ما أعطى الأمل في استيعاب أهمية الزيارة والمهمة ودعمها، لكونها تستهدف مزيدًا من الاتصال بالجماهير وربطهم بوطنهم والاهتمام بمشكلاتهم والسعي لتكون الإذاعات المحلية منابر لهم.. ولكن وإن كان الشيء بالشيء يذكر، وبعد إطلاق إذاعة "ماسبيرو إف إم" بإدارة ناجحة للمخرج "تامر شحاتة" وقد حققت تواجدًا سريعًا ومبهرًا بما يجعلنا نتمنى أن تحصل على تردد مستقل ونستمع لها طوال اليوم، ولذلك نقول: كل ما سبق سيحسب لرئيسة الإذاعة السيدة نادية مبروك وكل من يساعدها ويدعمها وسيدخلهم التاريخ..
ولذلك نأمل أن يكتمل المشهد بدراسة اقتراحين أساسيين، الأول: فكرة إطلاق محطة خاصة بالدراما الإذاعية وتمتلك الإذاعة منها تراث هائل لا تمتلكه أي إذاعة في العالم من روائع درامية يعشقها المصريون من "حسن ونعيمة" إلى "وداع في الربيع" إلى "الإنسان يعيش مرة واحدة" إلى " آلام " إلى " الحرافيش " إلى " إبراهيم الطاير " إلى " أرجوك لا تفهمني بسرعة " إلى " التنظيم السري " إلى " أفواه وأرانب " إلى " سلسلة أعمال الفنان الراحل فؤاد المهندس مع شويكار، وظلت لسنوات طويلة مسلسل رمضان الأساسي إلى البرامج الدرامية مثل "اتنين في حكاية" و"صدفة ولكن" و"العظماء مائة أعظمهم محمد" و"المحمديات" و"المسيح عليه السلام" وغيرها وغيرها وغيرها..
الاقتراح الثاني: هو إذاعة خاصة يعمل بها كل من يخرج إلى المعاش.. وهؤلاء ارتبطوا بالمستمعين وارتبط المستمعون بهم.. والمذيع مبدع وليس موظفًا لكي يتوقف صوته عن التواصل مع الناس.. وهؤلاء لا نعتقد أنهم سيطالبون بمقابل مادي إلى جانب معاشهم، فاستمرار تواصلهم بجمهورهم هو اسمى أمانيهم، خصوصا أن بينهم رموز إذاعية كبيرة من الأساتذة الكبار جدًا صالح مهران.. عمر بطيشة.. نادية صالح.. حمدي الكنيسي.. هالة الحديدي إلى عبد الرحمن رشاد، ومحمد فؤاد، ممن خرجوا إلى معاش قريبًا وغيرهم في الطريق..
الإذاعة هى للكثيرين الصديق الوفي وهى الخيال والمتعة، وهى الصاحب في السفر، وهى الكلمة المسئولة وهى الأداء الإعلامي الرفيع وهى المسئولية الوطنية، كما تنبغي أن تكون ولذلك فكل الأمل أن نراها وهى تسترد مكانتها وتزداد تألقًا وتقدمًا!