رئيس التحرير
عصام كامل

مليونيرات الجوائز في رياضة الفروسية في ألمانيا.. ماذا يصنعون بالمال؟


هل ماركوس إينينج مليونير؟ "لا" أجاب فارس سباق الحواجز، مبتسما وقال "سيكون هذا أمرا جميلا"، ويعد المحترف الناجح واحدا من ثلاثة فرسان ألمان أصبحوا مليونيرات من الجوائز المالية في العام الماضي وفقا لهيئة هولندية متخصصة في مجال رياضة الفروسية، وحسب ما تم تسجيله، فقد ربح إينينج جوائز مالية بقيمة 154. 1 مليون يورو.


وقال إينينج "إذن مليونير؟ لكن ليس على نطاق واسع"، وعلى الرغم من ذلك، فقد أكد اللاعب، قبل انطلاق بطولة كأس العالم للفروسية في لايبتسيج بألمانيا بعد غد الخميس: "لا أستطيع أن أعيش بأموال الجوائز".

وفي تصريح مشابه، قال زميله الفارس كريستيان المان، الذي جمع من جوائز العام الماضي 311. 1 مليون يورو: "هذه بالتأكيد إيرادات جيدة، لكن لا يمكن لفارس أن يقوم بأعباء اسطبله بأموال الجوائز وحدها، ولا يمكن العيش على هذه الأموال".

وقال إينينج: إن الأموال المتبقية من الجوائز المالية ليست كبيرة فعليا "إذ إنه يجري خصم من 25 إلى 35% للضرائب، ويتم اقتطاعها مباشرة في البطولات الخارجية، ويذهب نصف المتبقي إلى مالك الخيول"، لافتا إلى أن المليون يورو يتبقى منها فقط نحو 300 ألف يورو، ومن هذه الأموال يتعين على الفارس القيام بأعباء إسطبله.

وأوضح إينينج أن تكاليف البطولات على الفارس تتمثل في "الرحلات الجوية ورسوم البطولات ونقل الخيول والعاملين على رعايتها والإقامة"، وأكد على أن هذه التكاليف لا يتم تغطيتها إلا في أقل عدد من المحافل.

ويتعين هنا في ألمانيا القيام بأعباء الاسطبلات ونقل الخيول، ويوجد في إسطبل إينينج نحو 40 حصانا للبطولة، يتطلبون نفقات على العلف والطبيب البيطري والحدادة، ويعمل عشرة أفراد لدى إينينج الحائز على كأس العالم ثلاث مرات، بينهم رعاة للخيول منهم مدربان للبطولة يهتمان بالدرجة الأولى بالخيول الأصغر سنا بالإضافة إلى موظف " لتخليص الأوراق، التي لا أحضر بنفسي لتخليصها".

وتبلغ التكلفة السنوية الثابتة للفارس المشارك في بطولات عالمية مبلغا كبيرا يتألف من ستة أرقام، ويقول أوتو بيكر، مدرب المنتخب الألماني للفروسية والذي كان واحدا من أبرز الرياضيين في هذه اللعبة إن الأعباء المالية للاسطبل "باهظة جدا"، كما أن هذه التكاليف لا تتضمن البند الأهم وهو الخيول نفسها.

وتتراوح تكلفة الحصان المدرب على البطولات العالمية بين مليون إلى مليوني يورو على الأقل "وإذا لم يكن هناك راع، فيجب بيع الخيول الأفضل، وبدون أصحاب الخيول عندنا في ألمانيا ما كنا لنفوز بهذا الكم الكبير من الميداليات".

في المقابل، تعد حالة الفارس دانيل دويسر، المليونير الألماني الثالث من الجوائز المالية في بطولات الفروسية، استثنائية، إذ إنه لا يخوض بطولاته بشكل مستقل مثل المان وإينينج بل يخوضها بوصفه موظفا تابعا لشركة بلجيكية متخصصة في مجال تجارة الإسطبلات.

ويقول مدرب المنتخب الألماني إن تجارة الخيول تمثل أيضا مصدرا للأموال، مشيرا إلى أن الفرسان يحتفظون بالخيول الأفضل بقدر استطاعتهم، إذ إنهم في النهاية رياضيون يسعون إلى النجاح، والتجارة تمثل للكثير منهم غاية أكثر منها وسيلة.
الجريدة الرسمية