خطة اغتيال الأزهر.. التنظيمات التكفيرية تهدف لهدم مقر الإمام.. الخميني اعتبر إسقاطه هدفا أهم من مكة.. اتحاد القرضاوي وأجهزة استخبارات ضمن الأدوات.. والمصريون لا يدركون ما يحاك
«الأزهر هدف أهم من مكة».. الجملة السابقة جرت على لسان مرشد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، خلال حديثه مع الصحفى اللبنانى الراحل وليد أبو ظهر، مؤسس مجلة "الوطن العربى" اللبنانية، جاءت في معرض رده على سؤال حول نظرته إلى الكعبة المشرفة والأزهر الشريف، لتفسير حالة الصدام المصطنع بين السنة والشيعة.
مكة والأزهر
فسر الخمينى تعليقه للصحفى اللبنانى آنذاك، بأن العائق الأساسي في تصدير ما أسماه "الثورة الإسلامية"، هي المملكة العربية السعودية، لوجود الكعبة المشرفة في مكة، وجمهورية مصر العربية لوجود الأزهر بها، لكنه – الخمينى- اعتبر أن الكعبة مكان يحج له جميع المسلمين لكنهم في نهاية المطاف يعودون لأوطانهم يحملون العقيدة التي تسيطر عليهم، أما الأزهر من وجهة نظر مرشد الثورة الإيرانية، يلعب الدور الأخطر لما له من مكانة في قلوب العالم الإسلامي، ودوره التنويري في تبديد التشويش.
اغتيال الأزهر
خطة اغتيال الدور الذي يلعبه الأزهر، في نشر الإسلام الوسطي ومحاربة الفكر المتطرف والوقوف حائط صد ضد اختراق الجماعات التكفيرية للدول الإسلامية، ظلت في الكواليس منذ عقود وظهرت إلى العلن الآن بشكل متبجح، وتعد جملة المرشد الإيرانى السابق أهم ما تسرب عنه ومثل النقطة الأولى في مخطط هدم منارة التنوير.
حرب مستعرة داخلية وخارجية تستهدف قيمة وقامة وتاريخ الأزهر الشريف، جميع المشاركين يعرفون هدفهم جيدا ويدركون أن الحجرة العثرة في طريقهم لنشر أفكارهم المشوشة وتدمير أدمغة الأمة يبدأ من قلب القاهرة في منطقة "الدراسة" حيث مقر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف.
تنوعت بنود الخطة لتشمل في طياته، هجوما على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بهدف إسقاط الجبل من قمته، وخلخلت القاعدة بخلق حالة من عدم الثقة بين رجاله –شيوخ الأزهر- ومسلمى مصر والعالم، بنشر أكاذيب وهرطقات تضع الألغام في الروايات التاريخية والسنة النبوية لجرهم إلى معارك كلامية فارغة المضمون على شيوخ الفضائيات.
استهداف دولي
الشيطان الأكبر –أمريكا- كما تفضل أن يطلق عليها الشيطان الأصغر –إيران-، يعلم جيدا أن مفتاح عبور الأفكار الشاذة والمخالفة لعقيدتنا الإسلامية، تتمثل في اغتيال مبنى الدراسة-الأزهر-، وأجهزة الاستخبارات الغربية صانعة المؤامرة الإقليمية تعى جيدا أن تفكيك تماسك العرب والمسلمين يبدأ بهدم جدار منارة القاهرة، الذي يصنع الفكر التنويري ويعمل كمغناطيس يجذب الشوائب من عقول المسلمين.
"داعش" و"القاعدة" والتنظيمات التكفيرية الأخرى ضمن أدوات اغتيال الأزهر، صنعها الغرب خصيصا لهدم الأمة الإسلامية، زعماء هذه التنظيمات مجرد أدوات صنعت في أروقة أجهزة الاستخبارات لتشويه الدين، وذبح عقيدة المسلمين بسكين الطائفية والفتاوى المكذوبة وقتل الأبرياء على مرأى ومسمع العالم.
اتحاد القرضاوي
اللافت في الأمر أيضا، أن الحرب ضد الأزهر ورجاله لم تقتصر على الغرب الهادف لتدمير الأمة، أو إيران الحالمة بهيمنة مشروعها الفارسي تحت ستار الدفاع عن الشيعة، بل تشارك فيه دولة قطر بأموال الغاز من خلال دعمه للداعية الإخوانى الهارب يوسف القرضاوي، ومعاونته في إنشاء ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، لخلق كيان موازي للأزهر الشريف، يعمل كماكينة فتاوى تبيح الحرب والقتل على المشاع من أسفل لحى تخفى أبواقا وألسنة تحمل حمم اللهب.
السلاح الخفي
المثير أيضا أن المصريين يسمعون قرع طبول الحرب الشعواء، على رمزهم الإسلامى وسط صم الآذان وإغلاق الأعين، بدلا من التصدي للمعتدين بالاصطفاف خلف شيوخ أزهرهم الشريف وتبجيل شيخه الجليل، دون إدراك لخطورة تطاول شرذمة تتطاول جهارا، لتصديع جدرانه بالشقوق.
أغفلنا مثلما أصبحنا نغفل كل شيء في تاريخنا عن دور الأزهر في نشر سفراء محبين للقاهرة من خلال طلاب البعثات، وتجاهلنا كيف يستقبل زعماء العالم المدركين لقيمة شيخه بالخارج بحفاوة تفوق استقبال الملوك والرؤساء.
ناقوس خطر
ناقوس الخطر يدق لتحذيرنا من خطورة المحاك للأزهر، في ظل الهجمة التي تستهدف الإسلام ومحاولة إلصاق جرائم العناصر التكفيرية بالدين الحنيف، ووضعنا جميعا كـ"مسلمين" في قفص الاتهام مضطرين للدفاع عن أنفسنا طوال الوقت، بهدف دفعنا للهوان بطريقة أشبه بما عناه الرسول الكريم في بداية نشر الرسالة.