رئيس التحرير
عصام كامل

الواردات التركية تهدد الصناعات المصرية.. حديد «أنقرة» يجبر مصانع «القاهرة» على خفض الأسعار.. والملابس الجاهزة «ضئيلة» أمام نظيرتها.. وصناعة المفروشات في طريقها للانقراض ب


حالة من القلق، يشعر بها أصحاب الصناعات الوطنية، بعد توغل الصناعات التركية في مصر، وقلة أسعارها ومنافستها بجودة عالية، مما يتسبب في خسارة كبيرة لكثير من الشركات، ويضع الصناعة المحلية في خطر، فرغم التوترات السياسية الجارية بين الدولتين، إلا أن العلاقات الاقتصادية لم تنقطع.


صناعة الحديد
كان آخر تلك الصناعات المهددة، هي الحديد، بعد إعلان أكثر من شركة حديد خفض أسعار منتجاتها من حديد التسليح، وذلك للضغط الذي يمثله الحديد المستورد، على نظيره المحلي، خاصة الوارد من تركيا، مؤكدين: إن المصانع وفقا للأسعار الجديدة المعلنة تكاد تبيع منتجاتها بأسعار التكلفة.

وقال طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الجيوشي للصلب»: إن تزايد كميات حديد التسليح المستوردة من الخارج، وتحديدا من تركيا، تقف وراء قرار خفض الأسعار. مشيرا إلى أن: الحديد المستورد يباع بالسوق المحلية، بمتوسط سعر 9700 جنيه للطن، في حين يسجل متوسط أسعار الحديد المحلي 10200 جنيه للطن، قبل التخفيض الأخير، وهو ما خلق منافسة غير عادلة داخل السوق.

وأضاف «الجيوشي»، في تصريحات صحفية: إن ارتفاع تكاليف إنتاج الحديد المحلي، أمر معلوم للجميع، ولا سيما في ظل اعتماد المصانع المحلية على استيراد المواد الخام «البليت» من الخارج، موضحا: إن أسعار «البيليت» ثابتة منذ فترة، عند مستوى 410 دولارات للطن ما يعادل 7995 جنيها، ولم تشهد أي انخفاضات، خلال الفترة الأخيرة.

الملابس الجاهزة
ولعل من أبرز الصناعات الرائجة في مصر، هي صناعة الملابس الجاهزة، فخلال السنوات الماضية، كانت السيادة والكلمة الأولى في سوق الملابس الجاهزة للملابس التركية، والجملة الأشهر لأغلب البائعين، ردا على ارتفاع أسعار الملابس: «دا تركي يا بيه مش مصري، مش شايف الفرق».

ووفقا لتصريحات صحفية لحمدي أبو العينين رئيس مجلس إدارة الجمعية الإنتاجية، لأصحاب مصانع النسيج: فقد شكل ذلك الغزو التركي للملابس الجاهزة تهديدا كبيرًا على صناعة الملابس المحلية، والتي ليست لديها القدرة على منافسة نظيرتها التركية، من حيث الجودة العالية، ومسايرة الموضة العالمية، فأصيبت الصناعة المحلية بحالة من الوخم، وأغلقت العديد من المصانع؛ بسبب الخسائر.

المفروشات
أما المفروشات، فكانت من أقوى الصناعات المنافسة للمنتج المصري، حسبما أكدت ناميس عبد اللطيف، مصممة خطوط موضة المفروشات، في لقاء تليفزيوني لها، منذ عامين، والتي أشارت فيه إلى أنه من سنوات قليلة، تحول كثير من بائعيها إلى الأنواع التركية، نظرا لجودة الخامات والألوان والتطريز، بالمقارنة مع المفروشات المصرية، التي لم تقدر على الثبات، أمام نظيرتها التركية.

وتتعدد أنواع المفروشات التي تستوردها مصر من تركيا، وتشمل «مفارش السرير - اللحاف الفايبر» وأصبح الزبون المصري دائما ما يسأل البائعين عن المنتج التركي.

الأثاث
على جانب آخر، وبرغم من الباع الطويل لمصر في صناعة الأثاث، إلا أنه وبعد غزو المسلسلات التركية، أصبح الطلب بشكل كبير على الأثاث التركي، والذي شهد رواجا كبيرا؛ نظرا لألوانه وتصميماته العصرية، والتي تلقى قبولا كبيرا لدى الزبون المصري.

وفي هذا السياق، يوضح محمد الزيني، رئيس الغرفة التجارية في دمياط، خلال تصريحات له: إن الأثاث التركي أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا على الصناعة المصرية من الأثاث، والتي أصبحت تلجأ في الأصل إلى تقليد الأثاث التركي في الشكل؛ لتساير طلبات السوق، وتستطيع المنافسة والبقاء.
الجريدة الرسمية