رئيس التحرير
عصام كامل

وصول جثامين ضحايا طائرة مصر للطيران إلى فرنسا


وصلت جثامين الضحايا الفرنسيين لطائرة مصر للطيران، التي تحطمت في التاسع عشر من مايو الماضي، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة رويسي الفرنسية، ليتم تسليم الجثامين لذويهم، بعد شد وجذب بين مصر وفرنسا في تلك المسألة.


وذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، أن الدبلوماسية الفرنسية ظلت متمسكة بهذا الأمر إلى النهاية، ولمدة ثمانية أشهر، أملت العائلات الفرنسية أن تتسلم جثث ضحايا الرحلة MS804، وما يعتبر إجراء روتيني هو أن يتم تسليم جثث الضحايا لذويهم، إلا أن الأمر تحول إلى حرب دبلوماسية بين مصر وفرنسا، على حد وصف الصحيفة، مضيفة أن عائلات الضحايا كانوا يخشون أن تغير مصر رأيها في اللحظات الأخيرة، إلا أن الجثث وصلت "مدينة روزي" الفرنسية، في الواحدة والنصف ظهرًا بتوقيت فرنسا.

وكانت تلك الحادثة سبب في أزمة بين مصر وفرنسا؛ حيث سقطت تلك الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران المتهجة من مطار "شارل ديجول" في فرنسا، وعلى متنها 66 راكبًا، إلى مطار القاهرة، وسقطت بين جزيرة كريت والساحل الشمالي المصري، وصرح وقتها شريف فتحي، وزير الطيران المصري، أنه يرجح أن يكون سبب سقوط الطائرة عمل إرهابي أكثر من العطل الفني، ومنذ ذلك الوقت والتحقيق يجريه المحققون المصريون، وأقل ما يقال عنهم أنهم غير متعاونين، على حد وصف السلطات الفرنسية.

وتم العثور على حطام الطائرة، بعد أكثر من أربعة أسابيع من وقوع تلك الحادثة، وكان الصندوق في حالة سيئة، وطلبت السلطات المصرية إرسال التسجيلات إلى فرنسا لاستخلاصها، وقبل رحيل الخبراء الفرنسيون، تم مسح كل البيانات الموجودة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ما يجعل مصر الحائز الوحيد على الصندوق الأسود للطائرة.

وفتح المدعى العام الفرنسي تحقيقًا قضائيًا حول تلك الكارثة، وفي أغسطس، تم دعوة فريق تحقيق فرنسي للاطلاع على نتائج التحقيق، ولكن تم التأجيل في آخر لحظة، ومن ثم لم يعلم الفرنسيون شيئًا عن سير التحقيق.

وكانت السلطات المصرية قد تعرفت على 64 جثة من أصل 66، دون إبلاغ فرنسا؛ فكان الفرنسيون يعرفون القتلى من خلال متابعة الصحافة، وتم استدعاء فريق التحقيق المصري إلى فرنسا عدة مرات لإطلاع السلطات على ما توصلوا إليه، دون جدوى.

وفي سبتمبر، طلب فريق التحقيق المصري من الفرنسيون التوقيع على مستند يفيد بوجود آثار مواد متفجرة في حطام الطائرة، وهو ما رفضه الفرنسيون؛ حيث لم يتم إطلاعهم على كيفية الوصول لتلك النتائج، ووضف مصدر فرنسي متابع لذلك الملف: "المصريون يبتزوننا"، مضيفًا أن التلويح بأن سقوط الطائرة بسبب حادث إرهابي يعفيها من دفع التعويضات للضحايا، في ظل الحالة المالية التي تمر بها مصر وشركة مصر للطيران.

وأكدت مصادر أنه سيتم فحص الضحايا بشكل دقيق لمعرفة ما إذا كان هناك بقايا متفجرات ناجمة عن الانفجار أو تم وضعها على الجثث لإثبات النظرية التي تروج لها مصر.

وفي الرابع عشر من ديسمبر الماضي، قام أهالي الضحايا الفرنسيين بإطلاق حملات على الإنترنت مطالبين باستلام جثث الضحايا، وفي اليوم التالي، أعلن النائب العام المصري أنه سيتم تسليم جثث الضحايا لذويهم وسيتم البدء بالمصريين، ثم الجثث من الجنسيات الأخرى، مؤكدًا العثور على آثار متفجرات على الجثث، رافضًا طلب فرنسا بفحص الجثث من خبراء مستقلين، وهو ما وصفته الصحيفة الفرنسية بالابتزاز.
الجريدة الرسمية