رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية لـ«فيتو».. الصراع بين القاهرة والرياض لن ينتهي.. ومصر ستحمي السعودية في النهاية.. العراق ليس ملكًا لأحد.. والصحافة المصرية متمردة


قال هادي جلو مرعي رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، إن أمريكا نجحت في تحديد ملامح شرق أوسط جديد، وإن ما حدث في مصر في 30 يونيو كان ضرورة لحماية مستقبل الدولة المصرية، مضيفًا أن مستقبل العراق وسوريا غير واضح على الإطلاق، وأن الفترة المقبلة ستكون صعبة على جميع الدول العربية، بينما أشار إلى أن الصحافة العربية غير حرة، ولكنها تحفل بالصحفيين الأحرار.


مواجهة مفتوحة
وأضاف «جلو» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن العراق حله الوحيد في زعيم مثل السيسي، يجلد المفسدين والقتلة واللصوص ويضع الأمور في نصابها، موضحًا أن العام المقبل صعب في العراق وسوريا والخليج عموما واليمن، وستكون مصر في مواجهة مفتوحة مع التحديات الصعبة، وربما سيعود الدب الروسي بقوة، بينما سيكون على «ترامب» اتخاذ قرارات قاسية على الشرق الأوسط، ولن تكون تركيا وإيران بمنأى عن التأثر.

الدور السعودي
وعن دور القاهرة في العراق أكد «هادي جلو» أن هناك دوائر سياسية مصرية غير مرتاحة للدور السعودي وحتى الإيراني في العراق وهي تعتقد أن العراق كما سوريا يمثل عمقًا للأمن القومي المصري، كما أن مصر ليست دولة عادية لتعيش على الهامش، وهي تخطط تلبية لطموحها ووجودها وهيمنتها الحضارية وممكن أن نسلب من مصر بعض قوتها لكننا لن نستطيع أن نسلبها عمقها الحضاري الكبير.

قرارات شجاعة
وشدد أن القاهرة قادرة على العودة إلى العراق من خلال فتح الباب لشركاتها ولمواطنيها للتواصل مع الداخل العراقي ورفع التأشيرة بين القاهرة وبغداد وستجدون أن ملايين الدولارات ستتدفق على مصر وسيكون ذلك مهما لتنشيط الاقتصاد القومي، مشيرًا إلى أن العراقيين في حاجة إلى بعض القرارات الشجاعة وهو أمر متوفر في القيادة المصرية التي تملك تلك الشجاعة.

صراع مستمر
وأضاف رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية أن الصراع بين القاهرة والرياض لن ينتهي وسيستمر ويتصاعد، ولكنه سيبقى تحت السيطرة، لافتًا إلى أن الرياض تعرف أن الطموح المصري لا يوقفه أحد وعليها أن تتعاطى بواقعية مع حاجات مصر ودورها، وألا تستفز المصريين، فإذا كانت الرياض تمتلك أدوات ضغط اقتصادية فإن هامش المناورة لدى المصريين أكبر وسيأتي الوقت لتكون القاهرة هي الحامي للمصالح السعودية وليس العكس، وليس ممكنًا لمصر أن تتراجع عن دورها القومي والتزاماتها وكذلك رؤيتها الخاصة للأحداث والأزمات.

التأثير الخارجي
وعن الحريات الصحفية قال «جلو»: بالطبع هناك تراجع خاصة مع صعود الإخوان، وكان الصحيح ألا يتصرف الإخوان بهذه الطريقة فيستفزون الشعب المصري ومؤسسات الدولة العريقة ليحصل ما حصل وبتلك القوة والتأثير ويغير المعادلة بالكامل، وكان مفترضًا أن يتصرف الجميع بهدوء لكن للأسف وجدنا نوعًا من الاندفاع غير المحمود وبعض التأثير الخارجي الذي هدد وجود الدولة المصرية.

مستقبل مصر
وأكمل: «أعتقد أن ما حصل في 30 يونيو كان ضرورة من أجل مستقبل مصر، والمهم أن الصحافة المصرية مع كل ما يحيط بها فهي تبقى نموذجا صالحا للاقتداء به، خاصة أن هناك ديناميكية عالية لدى المثقفين والناشطين والإعلاميين والكتاب والصحفيين يتجاوزون معها كل الحواجز ويعبرون إلى ضفة أخرى».

وعن أحوال الصحافة العراقية أوضح أن التمرد الذي يعيشه الصحفيون والكتاب والمثقفون في العراق قريبًا مما يحدث في مصر، فالجميع لديهم رغبة في التغيير، لكن المشكلة أن وسائل الإعلام هي من مثلت أدوات ضغط وانتشار للسياسيين ولنواياهم.
الجريدة الرسمية