رئيس التحرير
عصام كامل

ربنا يخيب ظني!


في أحيان كثيرة نفضل أن نعيش في الحلم ونرفض أي محاولة للاستيقاظ، وهو أمر بالغ الصعوبة ونضطر للاستيقاظ على كوابيس، وبالتالي لا بد أن نكون منطقيين ونحكّم العقل في كل طموحاتنا، وعدم الإسراف في الخيال، وأقول هذا الكلام بمناسبة بداية مشاركة فريقنا الوطني لكرة القدم في بطولة الأمم الأفريقية، التي تستضيفها الجابون حاليًا؛ لأن هناك من صور للناس أن الفراعنة ذهبوا إلى الجابون من أجل العودة بالكأس والبطولة دون أن ينتبه لحقيقة واحدة، وهى أن فريقنا غائب عن المشاركة في المكان آخر ثلاث بطولات، والمنطق والواقع يقولان إن أقصى الطموحات هو الوصول للمربع الذهبي، والفوز بالبطولة يندرج تحت بند المفاجآت، هذه هى الحقيقة المجردة والتي كان يجب على اتحاد الكرة أن يصارح بها الجمهور، ولكن الجميع -المسئولين والجهاز الفني- خافوا من رد الفعل، نعم نحن أصحاب السبق والريادة في هذه البطولة ولكن الإنجاز لا يعترف بالتاريخ.


نعم هذا الفريق أراه من أفضل الفرق التي تمثل مصر في هذه البطولة، ولأول مرة يشارك الفراعنة في الأمم الأفريقية بـ11 محترفًا من العيار الثقيل، ويلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، ولكن طبعًا البطولات المجمعة لها تخطيط آخر وشغل آخر، وأنا هنا أحترم منطقية هيكتور كوبر، الذي قال إنه سافر إلى الجابون من أجل المنافسة وليس من أجل الفسحة، ولكن في عالم الكرة لا شيء مضمون، ومن هنا أؤكد على ضرورة ضبط ردود الأفعال؛ لأن أمامنا ما هو أهم من الأمم الأفريقية، ألا وهو حلم الوصول للمونديال، والذي قطعنا فيه شوطًا لا بأس به.

وأنا هنا لا أصدّر نظرة تشاؤمية -لا سمح الله- ولكنها نظرة واقعية للأمور؛ لأن هناك سوابق كثيرة كانت سببًا في إعادة الكرة المصرية سنوات طويلة للوراء، وهنا أتذكر منتخب مصر الذي وصل للمونديال وقدم أداء "ولا أروع" ثم انهزم في مباراة ودية أمام اليونان 0-4، وإذا باتحاد الكرة يقيل الجوهري ويسرح اللاعبين، وتكرر السيناريو مرة أخرى في 99، عندما فزنا بالأمم الأفريقية في بوركينا فاسو، وفي العام التالي خسر المنتخب في بطولة القارات، فكان القرار السياسي بإقالة الجهاز الفني واتحاد الكرة، وتم القضاء على جيل بالكامل.

أيًا كانت النتيجة لا بد أن نحافظ على الفريق والجهاز الفني، ويكون الحساب على مشوار المونديال فقط، بعد أن حققوا المطلوب بالتأهل للأمم الأفريقية، ومن هنا إذا لم نفز بالبطولة نعتبرها إعدادًا للمونديال.

وفي النهاية أدعو الله أن يخيب ظني وتحليلي، ويفوز الفراعنة بالبطولة من أجل إسعاد الملايين، بعد أن أصبحت البسمة غالية في ظل الغلاء الذي تعيشه البلاد.. ولنا عودة.
الجريدة الرسمية