رئيس التحرير
عصام كامل

نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة!


كتابنا هذا ليس مجرد مذكرات خاصة أو سيرة ذاتية.. لكنه شهادة كاملة على مشوار طويل، وصعب في بلاط صاحبة الجلالة، طغى عليه القتال المتواصل بالقلم.. دفاعًا عن هذا الوطن، وحق أهله في حياة كريمة، وحمايته من كل الأخطار التي تهدده.. ابتداءً من معركة مقاومة الآثار النفسية الوخيمة لهزيمة يونيو ٦٧، وحتى معركة مقاومة فرض الهيمنة علينا، وتقويض دولتنا الوطنية وسلبنا لهويتنا الوطنية.


وهكذا يمتزج في هذه الشهادة الخاص والعام.. وبالتالي من خلالها يمكن تتبع فترة حافلة من تاريخ مصر، وحيث كانت الوقائع المهمة في هذا التاريخ هى بمثابة محطات مهمة في الحياة الصحفية لصاحب هذه الشهادة.

وهى شهادة شديدة الصراحة.. فقد آثر صاحبها الذي وقع في غرام الصحافة وهو صبي، ومؤلف هذا الكتاب «عبدالقادر شهيب» ألا يحجب بعض الوقائع أو يجهل أسماء بعض الشخصيات.. بل سعى إلى تدعيم ما يقوله بأقوال شهود معظمهم ما زال حيًا، ومطبوعات منشورة وأوراق خاصة مهمة يحتفظ بها.. وأكد خلالها أن رحلته في بلاط صاحبة الجلالة التي امتدت لنحو نصف قرن، رغم أنها كانت شاقة وصعبة، إلا أنها كانت جميلة وممتعة وحافلة بالكثير من الانتصارات الصحفية.

لذلك.. فقد تفيد هذه الشهادة في إصلاح أحوال صحافتنا التي نتطلع الآن أن يصنع لها شبابها مستقبلًا زاهرًا، كما صنع لها أساتذتنا الأجلاء ماضيًا نزهو به بالصدق والتمسك بالمبادئ المهنية واحترام القارئ.

بهذه الكلمات قدمت.. دار الهلال، كتابي الجديد على غلافه الأخير والذي تطرحه هذا الأسبوع في الأسواق.. الكتاب استغرق إعداده سنوات، واستغرقت كتابته عامًا كاملًا، ويقع في ٧٤٠ صفحة، ويتضمن ملحقًا للصور.. وأتمنى أن يفيد ما تضمنه في إنقاذ صحافتنا وإصلاحها.
الجريدة الرسمية