رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 27


"تمخض الجبل فولد فأراً" أو "الجنازة حارة والميت كلب": تلك الأمثلة ويزيد، تُلخص تلك النكسة الحالكة السواد التى أطلق عليها الإعلام لقب "ثورة 25 يناير"، والتى يضحك بها المؤمنون بأفكار غريبة عن الموروث المصرى على المواطنين، ويُسايرهم البعض، كما سبق وأن سايروا الحزب الوطني، ولكن بسقوط هؤلاء المُخادعين، يتحلل كل ما يقولونه من أذهان الناس!!


حينما ينتفض شباب وكبار حزب الدستور التابع للبرادعي، نكتشف أن ذاك الرجل، غير قادر على إدارة حزب؛ فما بالكم بدولة بحجم مصر؟!

لقد سبق وأيد البرادعى الإخوان وقال إن نظام مبارك أقام منهم فزاعة وأنهم يريدون دولة مدنية مثل مدنيى الميدان، ولكن مع الزمن اكتشف مؤيدوه بأن هذا الكلام وهم، فقالوا: إنه خُدع ولم يكن يعرف!! وذلك "عُذر أقبح من الذنب"، لأن من يُخدع فى أمر موثق فى تاريخ مصر، لا يعرف مصر ولا يفهم سياستها، وهو أبعد ما يكون عن قدرة إدارتها، وهو مُقلد أيضاً، يأتينا كلما تعرضت البلاد لأزمة، قائلاً بحاجة مصر "لمجلس رئاسى مدني" يرأسه، وهى نفس الفكرة التى طبقها المُحتل الأمريكى بالعراق الذى سقط بهذا المجلس!!

ألا يغير البرادعى ثقافته ليُعبر عن المصريين ولو قليلاً؟! فإن لم يكن يعرف فليلتحق بالجامعة ليتعلم قليلاً عن مصر، بديلاً عما تعلمه من أتباعه من ساكنى الأبراج العاجية البعيدة عن التُربة المصرية الأصيلة!!

أما حمدين صباحى الذى بنى إرثه السياسي، على وقوفه أمام السادات، فى إطار نقاش ديمقراطي، سمح فيه السادات له بأن يقول كل ما عنده، ولم يكن الأمر فيه أى مواجهة لديكتاتور ولكن إيضاح لمدى سماحة السادات معه، فإرثه المُتحالف مع الإخوان ومهادنتهم معروف. ومسألة كونه ناصريًا، مشكوك فيها، حيث لم يكن الزعيم الراحل ليقول بأهمية علاقتنا مع إيران فى هذه الآونة أبداً، كما لا يُمكن لناصرى أن يتحالف مع الإخوان أبداً، مثلما يفعل حمدين كلما تراءت له مصلحته الذاتية!!

ثم إن كلمات حمدين عن حماس، لتدل على استغفاله للمصريين وخداعهم. فلقد قال إنه لا يجب مُعاقبة حماس فيما يتعلق بما كان منها من قتلها لجنودنا فى رفح، وأنها مُمثلة للقضية الفلسطينية!!!

وبالطبع هذا تضليل صريح للناس، حيث إن حماس هى "الذراع العسكرية للإخوان المسلمين"، وليست هى الفصيل الفلسطينى الوحيد، ولا هى الوحيدة التى تُمثل القضية الفلسطينية، وإن كان حمدين صباحى لا يعرف، فإنى على استعداد أن أمنحه درساً فى القضية الفلسطينية ليفهمها، بديلاً عن خداع المصريين بهذا الأسلوب الرخيص الذى به لا يُستأمن على إدارة بلاد بحجم مصر ولا يمكن أن يؤمن أى مصرى ولكن أن يُعرض المواطنين للخطر الشديد وأمن مصر القومى للاعتداء بدفاعه عن أعداء مصر من حلفائه بالأمس!!

لا أقبل كمصرى أن يخدعنى أصحاب المصالح الذاتية، والذين عبروا عن حبهم للسلطة بالترشح للرئاسة فُرادى، بينما يُفترض أنهم يمثلون جميعهم تلك النكسة، فلم يجتمعوا على شخص واحد، ثم قالوا لنا بأن مرسى "الإخوانجي" هو الرئيس الثورى بينما يطالبون بمدنية الدولة، فى إطار خداع للمصريين، ليتراجعوا بعد ذلك حينما تعرضت مصالحهم للخطر!!

وبالطبع خرج البرادعى مُبكراً من سباق الرئاسة، لأنه يعرف قدره جيداً عند الأغلبية القصوى من المصريين. وأن من يؤيدونه ليس إلا هؤلاء ممن ينتمون إلى الثقافات الغربية الغريبة عن مصر من ساكنى الأبراج العاجية المُسفهين لكل من دونهم من مصريين!!
لعن الله نكسة تأتينا بمن لا يعرف مصر، ليكون قائداً لها!!

ورحم الله الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات وشفا الله الرئيس مبارك!!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية